يدافعون عن البلد والشعب
 

سامي عطا

د. سامي عطا / لا ميديا -
جورج قرداحي إعلامي يحترم نفسه وصاحب موقف، وهذا لا يعيبه، بل يرفعه أكثر بالمقارنة مع أقزام في الإعلام مستعدين لأن يبيعوا شرفهم وكرامتهم مقابل مال أنظمة البترودولار.
الموقف هو ما يجعل المسؤول أو الإعلامي يكبر في عيون الناس. أما التزلف والانبطاح فلا تمنح صاحبها إلاّ التفاهة والوضاعة في عيون الناس، وبالتالي فإن هناك فرقاً بين الأستاذ جورج قرداحي، وبين كل من وضيع السفير آل جابر، معمر صافيناز، المدعو وزيراً للإعلام، ومنبطح "الجزيرة" فيصل القاسم.
ورغم الموقف الشجاع للوزير والإعلامي اللبناني المخضرم جورج قرداحي، إلا أن هناك تصويباً أراه ضروريا لما قاله يفرضه واقع اليمن الراهن.
فـ"الحوثة" لا يدافعون عن أنفسهم، بل يدافعون عن شعب وبلد من تحالف عدوان بربري همجي يسعى إلى إعادة عملائه ومرتزقته إلى السلطة.
"الحوثة" يتصدرون المشهد بعد أن خانه معظم قادة الأحزاب والفعاليات والنخب السياسية التي كانت تشكل شرعية نظام تفتت وانهار بفعل إدارته للسلطة بالحروب الدائمة والاستمرار في الكذب والمداهنة والمكر، ونظام يلوذ بالحوار لامتصاص غضب الناس وتبريد ثورتهم.
وعوّدنا النظام أنه يستغل الحوار زمناً مستقطعاً يجمع قواه ويعيد ترتيبها بهدف الانقضاض على الناس وإعادة إنتاج نفسه. هذا حدث مراراً منذ وثيقة "العهد والاتفاق" الموقعة في 21 فبراير 1994 في العاصمة الأردنية عمان، وحتى "حوار الموفنبيك" تكرار ممل للأساليب نفسها.
ولذا من الخطأ القول بأن "الحوثة" يدافعون عن أنفسهم. والحقيقة أن الشعب ببسطائه ومسحوقيه يدافعون عن أنفسهم وعن بلادهم، ويسعون للخلاص من نظام العمالة والارتزاق والتبعية والارتهان. ومما لا شك فيه أن "الحوثة" يتصدرون المشهد ويتحملون مسؤولية إنجاز هذه المهمة، وأثبتوا بجدارة حتى الآن أنهم كانوا أمينين عليها!

أترك تعليقاً

التعليقات