شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

مذ 300 يوم ويزيد، ومعظم الأنظمة العالمية ومعظم منظمات حقوق الإنسان بمختلف أشكالها وأحجامها ومسمياتها، مازالت ترقص بعهر فاضح في مهرجان الخزي المتخم بالموائد العامرة بلحوم الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الذين أنضجت أجسادهم نيران العدوان الوحشي على بلادنا. 
كل نظام يحتفل ويرقص بطريقته، ولكنه يضبط حركة جسده وهز خصره على نقرات طبل النفط وإيقاع الإرادة النفطية ومنسوب العائد، وكل منظمة حقوقية تزغرد بما تمليه إرادة كواليس هذا المهرجان الأسود الدامي. 
300 يوم واليمن أرضاً وشعباً تنتهك وتحرق، وتهدم منازل الناس على رؤوسهم، والعالم لا يأبه ولا يكترث، ومعظم أنظمته ومنظماته الحقوقية تصفق وتبارك، وعينها مثبتة على حجم وعدد الأرقام المدونة في خانة الشيكات المقاسة بحجم الابتذال وحدة السقوط لهؤلاء. 
كتب أحد قساوسة النضال القومي اليساري الفيسبوكي في صفحته، أن السعودية لم تشتر مواقفهم ولا ساومتهم على صمتهم، ولكنها أقنعت هذه الأنظمة وملحقاتها من المنظمات الحقوقية بضرورة الحرب على اليمن من أجل وضع حد للتمدد الإيراني..
لنسلم مجاراة للمنطق اليساري الراهن الغارق في طين البلادة الرجعية حتى فروة رأسه الخانع المتدلي على ركبة طويل العمر،  أن السعودية أقنعت الأنظمة بدوافع وحيثيات ومبررات العدوان على البلد الفقير المنهك.. فما الذي اقتلع ألسنة المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية الحقوقية؟ هل أقنعتها قوى العدوان بضرورة صد الأطماع التوسعية الإيرانية؟
أليست منظمات حقوقية محضة لا دخل لها بالصراعات السياسية، وأنشئت لتحمي الطفولة من الانتهاكات والعنف الجسدي واللفظي، وتناصر المرأة وتناضل من أجل حقوقها ومساواتها بالرجل؟ وها هي تصفق بنشوة متوحشة لإحراق أجساد الأطفال وتمزيق أجساد النساء بصواريخ العدوان..! 
أية قيم تمر بالإنسانية اليوم؟! وأي منطق إجرامي هذا الذي يعتدي على الحقيقة بهذه الصفاقة؟

أترك تعليقاً

التعليقات