شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

كلما ارتفع منسوب أكاذيب إعلام التحالف ومرتزقته عن اجتياحهم لصنعاء، تغضب السماء وتجتاحها بالمطر والندى والبرود عند أصيل وصباح كل يوم، وتغسل عنها غبار هذه الأكاذيب التي تعكس عجز تلك القوى عن دخول صنعاء أو الاقتراب منها، فيعوضون ذلك العجز بالأكاذيب والتبشير بقرارات اجتياح يزعمون أنها لم تصدر بعد، وأنهم بمجرد صدورها سيجتاحونها من كل حدب وصوب.
إن عبده هاديكم، وبكل طلعة تلفزيونية له، يكرر أنه اتخذ القرار ولم يبقَ إلا التنفيذ.
أنتم تعلمون جيداً كيف سيحصدكم الموت إن اقتربتم منها..
إنها صنعاء أيها المعتوهون.. 
وصنعاء تسمية حميرية تعني ذات الحصون.. 
إنها محصنة بصناديد الجيش واللجان الشعبية الذين يحملون رايات التصدي للعدوان الهمجي الغاشم وزبانيته وقواديه القابعين في مواخير النفط، يبيعون الدم اليمني بثمن نفطي بخس، ومع كل صفقة يعقدونها مع العدوان تتهاوى كرامتهم، وتتساقط بعيون الشعب وفي عيون أسر الضحايا قيمتهم الوطنية والإنسانية، ولا يرى الشعب فيهم سوى حثالة من بغايا يبعن العرض والكرامة بحفنة من غبار النفط.
صنعاء أيها الأوباش دونها الموت الزؤام، ورجال يعرفون لعبة الموت جيداً، ويعرفون ويقدرون قيمة الانتماء للتراب، ويؤمنون أن فقرهم وجوعهم بأرضهم أهنأ وأغلى وأعلى قيمة من تخمة مبتذلة ومائدة عامرة باللحم والرز تفترشهم أسفل درج فندق ضخم بعاصمة العدوان، يوقعون صفقات الدم بعد تناولها. 
إن البدلات الثمينة التي يرتديها أولئك النفر من نخاسي الأوطان وتجار الدماء، لن تستر عريهم، ولا تواري فضائحهم، ولا تمنحهم هيبة في عيون البسطاء من أبناء هذا الشعب الذي استباحت حياته آلة العدوان، وهدمت مكتسباته بمباركة المجتمع الدولي وصمته الأرعن.
سلام عليك صنعاء، أماً رؤوماً لكل من لاذ بحضنك الحنون الدافئ.

أترك تعليقاً

التعليقات