شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

هل أخفق المجلس السياسي في القيام بمهامه التي بموجبها تم تأسيسه، وفي مقدمتها تشكيل الحكومة واحتواء ما تبقى من مؤسسات الدولة وإدارتها بموجب القوانين واللوائح المنظمة لها؟
وهل إخفاقه هذا ناتج عن قصور ذاتي وعن أسباب ولدت معه؟ أم أن أحد طرفي تكوينه أصبح طرفاً معطلاً لتشكيل الحكومة التي هي من أولى مهامه وعلى رأس أولويات هذا المجلس؟
لا نعلم ما يدور في أروقته ودهاليزه، ولا أين تكمن المعوقات التي تمنعه من لعب دوره الوطني، فإن كان ذلك ناتجاً عن عدم اتفاق طرفيه على تسمية الحكومة المرتقبة، فتلك هي الطامة الكبرى، وواحد من أسوأ مؤشرات عدم الانسجام بين مكونين يواجهان ومعهما الشعب أشرس وأحقر عدوان عرفه تاريخ الحروب بين بني الإنسان، بل واحد من مؤشرات التشرذم والصراع بين المؤتمر والأنصار، وذلك هو الأمر الذي يتمناه العدوان، ويراهن عليه في تحقيق ما عجزت كل خزائن أموال نفطه وطائراته الحربية الحديثة وبوارجه ومرتزقته، عن تحقيقه.
لست متشائماً رغم المحبطات التي تطوق حياتنا من كل ناحية، وكمواطن يمني يرى جيش ولجان بلاده بعد ما يقارب العامين على بدء العدوان، وهما ببسالة المحارب الذي لا يرضى بغير النصر نتيجة لمعركته، يواجهان العدوان وآلاته وأمواله، وصمت وعهر هذا العالم البغي الفاجر، ويلقنان هذا العدو المتعالي المغرور أقسى الدروس في ملاحم الدفاع عن الأوطان.
نعم، نقاتل من أجل أن نكف أذى المعتدي عنا، وننشد السلام الذي في ظله نمارس وجودنا بحرية مطلقة، ونقيم علاقتنا مع الجوار وغير الجوار على قواعد المصالح المشروعة والاحترام المتبادل.
إن الجيش واللجان وهما يقاتلان تحت رايات الرفض للخنوع والاستسلام والإملاءات من الخارج، وتدخل الغير في إدارة اليمن لشؤونه الداخلية، لن يرضيا بغير النصر نتيجة.
 ورغم الفارق الشاسع والكبير بين إمكانيات العدوان المالية والعسكرية، واستناده على ما تقدمه القوى الامبريالية الكبرى من دعم في مختلف المجالات الحربية والسياسية، ورغم صمت هذا العالم المسخ الذي لا يحرك حتى رمشه استنكاراً لما يرتكبه العدو المجرم الباغي من جرائم بحق شعبنا اليمني الصابر الصامد، ورغم الثقة والتفاؤل والشعور بالزهو لما يحققه الجيش واللجان في مواجهة العدوان وأذنابه في مختلف جبهات المواجهة والدفاع عن العرض والأرض، إلا أننا لا نعفي المجلس السياسي من القيام بدوره الذي نتوخاه منه، وعدم المماطلة والتسويف في إنجاز ذلك، وليس ثمة عذر ولا مبرر لعدم تسمية الحكومة وإعلانها حتى تباشر مهامها، وليس ثمة خصم سنلقي باللائمة عليه، ونقول إنه تآمر وأعاق المجلس، ومنعه من مباشرة أعماله.
فليس ثمة غير طرفين هما المسؤولان مسؤولية تامة عن ذلك، فإلقاء اللوم على طرف خارجي ليس سوى استخفاف بالعقول، فنحن نعلم جيداً أن العالم كله ضدنا، إن لم يكن بالعدوان المباشر، فبالصمت وغض الطرف عن جرائم العدوان.
المسؤولان أمامنا طرفان لا ثالث لهما، هما (المؤتمر الشعبي العام) و(حركة أنصار الله)، فلا تمنحوا العدو نصراً بالاحتكام لمماحكات سخيفة، ولا تجعلوه يحقق ما عجز عن تحقيقه بحربه الفاجرة. 
فالشعب الذي تحمل فوق ما يطاق وما يحتمل، ينتظر منكم النهوض بما قلتم أنتم إنكم ستنهضون به في ترتيب البيت الداخلي، وإلا فالعواقب بلا شك ستكون وخيمة وقاسية عليكم.
أنجزوا رعاكم الله.

أترك تعليقاً

التعليقات