شُبــــابة
 

عبده سعيد قاسم

سيندحر العدوان النفطي حتماً مادام هذا الشعب يستمد زاد صموده من إيمانه العميق بعدالة قضيته وحقه الشرعي في الدفاع عن أرضه وعرضه وتقرير مصيره وصياغة حياته دون تدخل من أحد وبلا وصاية من أحد، لكننا حتماً سنحتاج معجزة لنضمد جرح هذه الأرض ونجبر الكسور المتناثرة في معظم خارطة الجسد اليمني، ونرمم الشروخ الممتدة من ثرى الأرض حتى جدار القلب. 
السماء لم تعد سخية بمعجزاتها لتمدنا بواحدة منها حتى نرتق هذه الجروح بومضة عين وننعم بالشفاء، ولكننا نحتاج للبحث عما تبقى من إنسانية كامنة في أعماقنا ونغزل منها وشائج وأوردة جديدة تعيد ضخ الدماء النقية من شوائب الكراهية والاستهتار بالحياة إلى كل أجهزة الجسد الوطني ليستعيد صباه وعنفوانه. 
لا السماء ستسعفنا بمعجزة ولا المجتمع الدولي بكل هيئاته ومؤسساته المضبوطة على موجات القوى الكبرى المهيمنة ستمنحنا غير الموت والدمار المرسل بواسطة الأشقاء من أعراب الصحراء ومقدسي أموال النفط. 
لن يخيط جرحنا غيرنا نحن اليمنيون ولن يضمد جراح الأرض سوى أبنائها الأبرار الذين بصقوا غضبهم  في وجه العدوان ولم يسفحوا كرامتهم على موائد الرياض رغم عوزهم.
لن يثأر بتجذير المحبة والتصالح لمن انتهكت كرامتهم في حدائق القاهرة وباقي العواصم وأذلهم الأشقاء الأوباش غير أبناء هذا الشعب الصامد الصابر ممن احتضنوا التراب وسقوا ظمأه بدمهم ودموعهم.

أترك تعليقاً

التعليقات