شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

صعدة الجرح النازف الذي أسقط عمداً من قائمة الاهتمام الإنساني.. 
صعدة القتل والدمار اليومي المرحب به فوق وتحت طاولة مؤتمرات منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها ومؤسساتها اللاإنسانية الغارقة في مستنقعات النفط وملحقاته من قيم القبح والابتذال.
عشرات الغارات اليومية التي يشنها طيران الكيان السعودي الإجرامي على تلك البقعة المنسية من الأرض (صعدة)، وأُسر تُباد بكاملها بمباركة ممن يدعون زوراً وبهتاناً أنهم هم الشرعية. 
هذه الشرعية السافلة التي تبتهج لقتل أبناء صعدة وإبادتهم، وتدميرها، وتذرف الدمع الغزير على تحرير مدينة حلب من قبضة الإرهاب. 
هذه الشرعية السافلة التي تبتهج لقتل أبناء صعدة محافظة يمنية يباد أهلها وتدمر أحياؤها وقراها المتواضعة، والعالم لا يهتم ولا يكترث، بل إن أمين عام الأمم المتحدة لصاحبتها الولايات المتحدة الأمريكية وأخواتها في حلف الناتو، تستغفر وتستتاب لأن أمينها العام قال إن اسم السعودية أدرج في قائمة مجرمي الحرب لقتلها الأطفال اليمنيين، ولكنه سرعان ما خفض جناح الاستكانة والذل لمملكة البراميل عندما هددت بإيقاف دعمها المالي لمنظمته التي لم تنتصر لحق منذ إنشائها، ولم تكبح جماح باطل على مدى الزمان، فهي تدور حيثما دارت أمريكا وأدواتها في المنطقة العربية والعالم، ودم أطفال ونساء ورجال وشيوخ اليمن لا يرى بالمجهر الأممي، ولا يأبه لسفكه أحد.
وزير حقوق الإنسان في ما تسمى حكومة الشرعية عز الدين الأصبحي، يتأبط ملفات الإثبات من عاصمة إلى أخرى، ليثبت أن الأطفال الذين قتلتهم طائرات العدوان في مدارسهم ليسوا أطفالاً، وتلك المنشآت التي قصفت هي معسكرات وليست مدارس، والأطفال ليسوا تلاميذ، وأنهم أفراد من مليشيات الانقلابيين كان يجري تدريبهم، ويجتهد مشتركاً بسفك دم الأطفال، ولا يهمه ما كان وما سيكون، المهم ألا ينتهي العدوان قبل أن يتوفر له مبلغ مالي يكفي لبناء قصر رابع يضاف إلى قصوره وفلله الثمينة.. إنهم يبنون قصورهم من أشلاء ورفاة أطفال اليمن، ويجتهدون في دفع عجلة العدوان حتى لا تتوقف، وحتى لا يخسروا مناصبهم في حكومة شربت من الدماء ما يكفي لمحاكمة أعضائها كمرتكبي جرائم بحق الإنسانية. 
صعدة لا تبكي كغيرها، إنها تنزف وتتألم بكبرياء وصمت، ورغم مصابها العظيم، إلا أن قوافل دعمها للجبهات بالمال والمؤن والرجال، لم تتوقف. 
فهي صعدة اليمنية التي لا تنكسر ولا تهون، بل إنها تلقن العدوان درساً قاسياً، وتسطر ملاحم الدفاع بعصامية واقتدار.

أترك تعليقاً

التعليقات