شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

حكومة الإنقاذ الوطني ظاهر عليها الارتباك وقلة الحيلة، وأعضاؤها يعملون بمبدأ المثل الشعبي (يالله بشمس اليوم تغرب)، فهي منذ تشكيلها لم تعمل شيئاً يمنحها الاستحقاق ولو بأثر رجعي لذلك التأييد الشعبي الذي اكتظ به ميدان السبعين، وعبر عن الرغبة الشعبية والحاجة الملحة لحكومة وطنية تدير شؤون البلد، وتمنع توقف دوران دولاب الحياة بفعل مؤثرات العدوان، ولم تكن عند مستوى ثقة مجلس النواب الذي تقاطر أعضاؤه من مختلف مدنهم وقراهم، ليمنحوها الثقة، وكان حضور أي نائب أو تخلفه هو معيار وطنيته في المعيار الشعبي.
ومما يبعث على الأسف أن هذه الحكومة ولدت شائخة هرمة لا تمتلك ما تقدمه للناس وللوطن غير ارتداء البدلات الأنيقة وربطات العنق أمام شاشة التلفزيون، والمجازفة بإطلاق وعود لم تتحقق.
المواطن اليمني لا يريد منها أن تسد ثقب الأوزون، ولا تخصص لكل مواطن كيس خبز وقنينة حليب، بل يريد منها أن تنهض بمسؤوليتها في الأمور البديهية وبالحدود الدنيا، ومنها أن تدير ما تبقى من مؤسسات الدولة وفقاً للقانون، وأن تضبط الموارد المالية المتاحة، وتوفر من خلالها رواتب موظفي الدولة بشكل فعلي، وليس بتصريحات ووعود يطلقها الدكتور عبدالعزيز بن حبتور الذي جازف يوماً وقال إن الكتلة النقدية اكتملت، ومنها سيتم صرف الرواتب، ولا جديد لدى الحكومة سوى مزيد من الوعود الكاذبة.
لم يفصح وزير المالية عن مصير المبالغ التي تبرع بها المواطنون، ولم يقل كم بلغت؟ أطبق الصمت الحكومي على هذه القضية باستخفاف فاضح بآلام الناس واحتياجاتهم الضرورية.
وزير الخدمة المدنية الأستاذ طلال عقلان، قال في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة (لا)، إن دفع رواتب الموظفين سينتظم من شهر يناير الماضي، ولم يتحقق من ذلك شيء.
أعتقد أن أعضاء الحكومة ورئيسها يعلمون جيداً أن الغرض من تشكيلها لم يكن يتمحور أبداً في مسألة تقاسم المناصب وتعيين الأهل والأقرباء في المناصب الحكومية، فقد كان للمواطن اليمني أولويات وضروريات أخرى تتعلق بهيبة الدولة وتوفير الرواتب التي يقتات منها الموظف وأبناؤه، ومن المسلَّم به أن دفع الرواتب يحقق دورة نقدية تصل فوائدها لمجموع الشعب الموظف وغير الموظف.
الحكومة مطالبة بالمكاشفة ووضع المواطن اليمني في الصورة من مجمل ما يجري في الدهاليز والأروقة.
اللهم لطفك بخلقك...

أترك تعليقاً

التعليقات