شُبَّابَة
 

عبده سعيد قاسم

ماذا سيدور في ذهنك وأنت تشاهد قيادات اليسار اليمني بمختلف فصائله ومسمياته، وهم يتزاحمون عند بوابة قصر الملك سلمان أو ولي عهده أو ولي ولي عهده، للحصول على مكرمة ملكية مقابل تأييد عدوانه وقتله الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية البسيطة وحصاره من كل الجهات؟!
معروف وبديهي في عالم السياسة أن يشتري نظام ما سكوت نظام آخر أو قيادة معينة أو فصيل سياسي أو مركز من مراكز القوى، لكن في حال أن يكون العدوان أو الحرب يستهدف دولة أخرى، وليس عدواناً على شعبك أنت وبلدك أنت، فهنا وعندما تسكت عما يتعرض له شعبك ووطنك من قتل ودمار، هنا تسقط كل مبررات وذرائع السكوت، فكيف في حالة تأييدك للعدوان، والاصطفاف معه، بل مطالبته بالمزيد من القتل والدمار..!
ماذا ستسمي أولئك الذين ومنذ تفتق وعيك وهم يصبون فيه كل لغات الكره والتحقير لذلك النظام، ويدعون أنهم حراس أحلامك وسدنة حقوقك الإنسانية وحريتك واستقلال وطنك؟ 
ماذا ستقول بينك وبين نفسك وأنت ترى هذا الواقع القبيح العاهر، وفي ذات اللحظة تستعرض ما قالوه لك من قبل، وما وصفوا به أنفسهم، وكيف بذروا في أعماقك وفي وعيك ذلك الحقد الطبقي والكره لترفهم وقتلهم حلمك وأمانيك؟ 
وفجأة تتبدل الحقائق وتتحول التوجهات، ويصير عدو الفلاح وخصم القومية بنظر أولئك، هو قارب النجاة، وهبة السماء التي لا ضير ولا حرج في نفوس وضمائر أولئك من الاصطفاف معها، واغتيال كل تلك الحقائق والقيم التي آمنت بها، وظللت تعتبرهم أنهم حماتها وحاملو لوائها! 
لن تطالبهم بالاعتذار للتاريخ، ولن تقترب منهم وبلغة حزينة تراجيدية، لتذكرهم بآلاف الشهداء الذين صدقوهم وقدموا أرواحهم قرباناً لتلك القيم والأحلام التي ينحرها يساريو الرياض. 
لن تجد في يدك عقوبة توازي جرمهم، غير أن تبصق في وجوههم الملمعة بالنفط، ونفوسهم الحقيرة المسفوحة تحت نعال طويل العمر المجرم المعتدي.
سيقول لك صديق ما أو رفيق من رفاق الأمس لاتزال تتنازعه الأهواء، ولم يحسم موقفه بعد، سيقول لك إن (الحوثي وصالح) هو الذي استدعى العدوان، وهو سبب ما يجري، وأما تلك القيادات ليست سوى ضحايا عفاش والحوثي. 
ابصق في وجهه أيضاً ولا تتردد، وضع في فم كل واحد منهم حذاء طفل شهيد.

أترك تعليقاً

التعليقات

Suzyn
  • الأربعاء , 25 يـنـاير , 2017 الساعة 9:05:47 AM

I have been so bewildered in the past but now it all makes sense!