كفى نيراناً صديقة!
 

علي كوثراني

علي كوثراني / لا ميديا -
التيار لا يريد مواجهة الهجمة الأمريكية الأوروبية الخليجية، ولا كلاميّاً حتى، لا بل سعى مراراً ومازال حتى الآن يسعى إلى التسوية مع أمريكا ومنظومتها، علماً أن تسويةً بهذا الحجم -إن كانت متاحةً، والأمر ليس كذلك- فمن غير الممكن أن تُعقَد مع من حجمه مجهري.
مع ذلك، قد يبرر المرء على مضضٍ، من باب الواقعية، وربما الشفقة، لهذه الطوائف الصغيرة الضعيفة تخاذلها اللامتناهي الذي بلغ مبلغ التآمر، سواء بحق نفسها أم بحق الآخرين.
أمَّا أن يراهن التيار على تعويض الأصوات الانتخابية التي خسرها في لبنان من جرَّاء الهجمة الأمريكية الأوروبية الخليجية وحملات التشويه التي كان هو هدفاً مباشراً لبعضها، بأصوات "المنتشرين" في تلك البلاد، فهو لعمري جنونٌ لا قبله ولا بعده!
هذا المطلب -إن تحقق- سيكون أداةً معاديةً جديدةً لابتزاز التيار و"حلفائه" الراهنين، ولن يجني التيار منه الأصوات التي يهذي بها، بل على العكس، ستصب غالبية الأصوات، إن لم نَقُل كلها، في صناديق خصومه وخصوم المقاومة بعد أن تُمنع عنه وعنها.
بعد خطيئته الأخيرة في موضوع المرفأ، بسعيه إلى استعمال التحقيق لتصفية حلفائه الطبيعيين، بعد أن وصل به العمى إلى أن يعتبرهم خصوماً، مما حوَّل التحقيق برمته إلى أداةٍ بيد الأمريكي لابتزاز المقاومة وحلفائها، صار من الواجب أن يقف أحدٌ بوجه هذه الرعونة، ويقول: كفى!

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات