الانتحار مع الأمريكي ليس قدراً
 

علي كوثراني

علي كوثراني / لا ميديا -
ولو كان ذلك سيسبب مغصاً للبعض، ولكن الشيء بالشيء يذكر.
يذكرني وفد اليوم الذي هرع إلى سورية، بأمر السفارة، بالجيش الذي هرع في الأمس وقذف بجنوده إلى آخر بقعةٍ غير محررةٍ بعد من الجرود، وفي الربع ساعة الأخير من المعركة، وبأمرٍ من السفارة نفسها بعد طول منع، لا لشيء إلا للتشويش على إنجاز المقاومة الصافي.
وهنا لا بد من الإشارة إلى بضعة أشياء:
1 ـ مسايرة بعض البنى الاجتماعية هي خطوة تدل على كِبَرٍ وحكمةٍ من جانب المقاومة، وهي تهدف لاستمالة هذه البنى عبر إشعارها بأنها معنيةٌ بالتحرير وكسر الحصار لا بل وشريكةً بهما.
2 ـ الاستهبال الذي تمارسه بعض قيادات هذه البنى الاجتماعية، الخاضعة لمشيئة السفارة، عبر ادعائها الشراكة في بعض الإنجازات إلى درجة المزايدة، وذلك بعد استنكافها عن القيام بواجباتها إلا بعد أمرٍ من السفارة جاء لمصلحةٍ معاديةٍ للمقاومة وتخص السفارة وبلادها فقط... هو خطوةٌ خسيسةٌ من جانب هذه القيادات ونخبها.
3 ـ هذه المسايرة من جهة، وذلك الاستهبال من جهةٍ أخرى، لن يغيرا من الواقع بشيء طالما لم تقم تلك القيادات بشيءٍ لفك قيد رقبتها من التبعية للغرب، والشمس طالعة والناس قاشعة.
4 ـ إن خرجت "الدولة" في المرة السابقة بتحرير جزءٍ يسيرٍ من الأرض، ولو بأمر الأمريكي، فهي والسفارة أعجز من أن يخرجا بأي شيءٍ هذه المرة.
5 ـ كل الاحترام والتقدير لشهداء الجيش وجرحاه والباقين من جنوده ممن جاهدوا وثبتوا وبذلوا في أرض المعركة يومها، وذلك بصرف النظر عن دوافع قيادتهم ومن وراءها، ولسنا بأي حالٍ من الأحوال نَزِرُ وازرةً وزر أخرى.
ختاماً: آن الأوان للبعض في لبنان أن يفهم التغيرات في لبنان والإقليم والعالم، وأن ينظر في أمر نجاته واستمراره، وأن يعي أن الانتحار مع الأمريكي ليس قدراً، وأن يعلم أن العالم لن ينتظر جنابه لكي "يتلحلح"، وكما يقول المثل: الكلب اللي بدك تجرُّه للصيد، بلاه وبلا صيده.
 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات