نواطير الناهب الغربي!
 

علي كوثراني

علي كوثراني / لا ميديا -
محاولات إعادة اتفاق الطائف هي إحياء حلم الريع عند الطوائف اللبنانيَّة بعد أن شارفت على اليأس منه، وهو يأسٌ مطلوبٌ لوضع اللبنات الأساسيَّة للتحرُّر في هذه البلاد عبر البدء بجرِّ هذه القرابات الجائعة إلى القطيعة مع قوى الهيمنة التي قطعت عنها سبل الريع، وإلى التكامل مع الإقليم والتوجُّه شرقاً من أجل بناء الاقتصاد المنتج والدولة في منطقتنا العربيَّة.
وإنَّ إعادة إحياء حلم الريع عند الطوائف اللبنانيَّة ليس من شأنه فقط قطع الطريق على الخطوات التحرُّريَّة، بل سيزيد تشبُّث هذه القرابات بالاقتصاد الريعيِّ التابع بالضرورة، وذلك بدل اليأس منه كمقدِّمةٍ لتغييره، وسيزيد عنادها وعدوانيَّتها وشراستها في الصراعات البينيَّة على محاصصة هذه الريوع (والطائفة الشيعيَّة ليست معصومةً من هذا)، بعد أن ارتخت بفعل الحصار، وذلك بدل تطويعها وتوحيدها لخوض معركة تأمين البدائل، وعلى التنافس للعب دور الناطور عند الناهب الغربيِّ، وذلك بدل القطيعة معه.
المفارقة هي أنَّ كلَّ هذه الآثار واقعةٌ وحالَّةٌ الآن فقط بإحياء حلم الريع. أمَّا الريع ذاته فمعلَّقٌ إلى أجلٍ غير مسمَّى.
* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات