مخفر الهيمنة الغربية
 

علي كوثراني

علي كوثراني / لا ميديا -
عندما اجتاح الاحتلال الغربي أراضي الدولة العثمانية بعد عملٍ حثيثٍ على نخرها من الداخل دام لقرون. وقع الخيار على فلسطين لإقامة المخفر الصهيوني على أرضها، وذلك لموقعها الذي يتوسط جزيرة العرب ومشرقهم ومغربهم، والحاكم للمنفذ الوحيد بين البحرين الأبيض والأحمر.
مشكلتنا مع المخفر ليست أيديولوجيته الدينية، ولا عنصريته، ولا ممارساته اليومية. حتى احتلال أرض فلسطين وتهجير أهلها ونهب ثرواتها هي من نتائج مشكلتنا معه وليست أصلها.
مشكلتنا مع المخفر أنه عمودٌ من أعمدة منظومة الهيمنة الغربية في بلادنا، وهي جزء من منظومة هيمنته في العالم. منظومته في بلادنا وظيفتها إدارة التشرذم والتفكك والضعف في بلادنا، وإجهاض أي محاولةٍ لجمع أسباب القوة من أجل بناء دولةٍ تطالب بالأمن والمعاش لهذه الشعوب المنكوبة المنهوبة. لماذا؟ لضمان استمرار وحسن سير عملية نهب الموارد والسوق في بلادنا بغية رفد اقتصاد المركز الناهب وتغذية منظومة هيمنته العالمية.
لمنظومة الهيمنة في بلادنا أربعة مرتكزات، هي: التجزئة، اقتصاد الريع، الناطور القرابي، والمخفر. وهي تعمل كماكينةٍ واحدةٍ من أجل الهدف والغاية نفسها.

* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات