روح الإمبراطورية في أيدينا
- علي كوثراني الجمعة , 22 نـوفـمـبـر , 2024 الساعة 5:46:11 PM
- 0 تعليقات
علي كوثراني / لا ميديا -
اكتشفت بعض النخب الأكاديميَّة/ الإعلاميَّة اليوم أنَّ اغتيال الحاج محمَّد عفيف جريمة حربٍ. فهل اكتشفت أيضاً أنَّنا نقاتل مجرمين؟! أم هو طلبٌ موجَّهٌ لمحكمة العدل الدوليَّة لعلَّها تحكم لصالحنا؟! فرعاة الماعز اليافعون في ربوع بلادنا، بفطرتهم السليمة، يعرفون أنَّنا نقاتل شرَّ خلق الله وأكثرهم إجراماً، وأنَّ العدل لا يُطلب من الظالمين وأتباعهم.
اللغة الحقوقيَّة تطمس جوهر الصراع.
إن الرسالة الأساسيَّة من اغتيال الحاج محمَّد عفيف واضحةٌ لمَن يريد قراءتها:
كلُّ الحزب مطلوبٌ رأسه، بعسكريِّيه وأمنيِّيه، ومدنيِّيه من سياسيِّيه إلى مسعفيه وإعلاميِّيه. هي حربُ إلغاءٍ لا هوادة فيها، غايتها حسمٌ ينزع جذور التحرُّر من أرضنا، فلا تقوم حاجةٌ لحربٍ جديدةٍ حتَّى المدى البعيد. هكذا أرادتها الإمبراطوريَّة. انتهى.
فلا يأملنَّ أحدٌ أنَّ التسوية الآن واردةٌ، وأنَّ تسويةً ما ستنجيه. ولا يوهمنَّكم أحدٌ بأنَّ بعد مرحلةِ السلاح وما حصل تأتي مرحلةُ الحزب السياسيِّ، فيزيِّن لكم الاستسلام.
إرادة الإمبراطوريَّة ليست قدراً. لم تكُن قدراً في عزِّ صعودها يوم ربطت مصرَ «كامب ديفيد» في حظيرتها مع السعوديَّة وتركيا وإيران الشاه لتُحكِم سيطرتها على المنطقة نهائيّاً، فخرجت لها إيران الثورة. ولن تكون قدراً الآن وقد ضعفت الإمبراطوريَّة وصار المستقبل لغيرها.
إرادتها لن تكون قدراً وفينا مَن لا يستسلم أبداً وهم كثر. ومهما تمكَّنت الإمبراطوريَّة منَّا في البداية، وقد كسرت قلوبنا بقتل أبي هادي، فهي لن تنجح بخداعنا للأبد لتأجيل حربنا النهائيَّة الحاسمة ضدَّها، وهي لا تملك وقتاً للأبد أصلا.
إرادة الإمبراطوريَّة لن تكون قدراً وروحها بين أيدينا، أي النفط (واحتياطاته ومنابعه وانتاجه وممرَّاته... وأسعاره)، وهو حربنا النهائيَّة الحاسمة ضدَّها.
كاتب لبناني
المصدر علي كوثراني
زيارة جميع مقالات: علي كوثراني