لمن لا يفرّق بين التبعيّة والتحرّر
 

علي كوثراني

علي كوثراني / لا ميديا -

لم تُقطّع أوصال المنطقة ولم تُفتّت إلا بالغلبة العسكرية الاستعمارية، ولم تُثبّت تلك الحالة إلّا بالهيمنة السياسية والثقافية للمركز الناهب، وإن كلّ تآمرٍ أو سكوتٍ أو عمىً عن هاتين الحقيقتين، وإن استُلهمت له المبرّرات من التراث، فهو لا يدخل إلا في باب التبعية.
على النقيض من ذلك، لن تلتحم أوصال المنطقة ويتجمّع فتاتها إلا بتنسيق العمل المقاوم وربط الجبهات، ولا قائمة لمحور المقاومة بغير حاضنةٍ اجتماعيةٍ وثقافةٍ تستلهم تراث المنطقة الجامع لتُحافظ على مصالح سكّان المنطقة وثرواتهم، وكلّ جهدٍ في هذا الاتجاه هو داخلٌ في باب التحرّر.
إذن، الاصطفاف وراء قوى الاستعمار والنهب تبعيةٌ، ووحدة المقاومة في المنطقة تحرّر.
متانة عامود الخيمة مصلحةٌ رئيسيةٌ لكل المتظلّلين بها، وفي هذا الزمن الحاسم من تاريخ العالم، نفهم سقوط أوراق التوت عن عورات الأتباع في تماهيهم مع مشاريع أسيادهم الناهبين الآيلين للسقوط، وكذلك نفهم تكتّل قوى التحرّر في المنطقة حول داعميها لحماية مشروع التحرّر ككلّ واجتياز هذه المرحلة الصعبة بنجاحٍ وإلى مزيدٍ من التقدّم.
* كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات