التحرر مصلحةٌ ومشروعٌ
 

علي كوثراني

علي كوثراني / لا ميديا -
أكثر من أيِّ يومٍ مضى، تكمن مصلحة المقاومة في قراءة مصالح الطوائف والصعاليك على حدٍّ سواء، بالتحرر من هذه الهيمنة التي أصبحت خانقةً وقاتلةً لهم جميعاً، وذلك بهدف صياغة مشروعٍ تحرريٍّ لا يكونون فيه مراقِبين، بل يكون لهم فيه دورٌ فعالٌ لصالح أنفسهم لا ضدها كعملاءٍ مباشرين مقابل القليل أو كحمير عرسٍ يحملون المشاريع المعادية على ظهورهم مقابل لا شيء.
فالمطلوب اليوم تسهيل تشكيل هذا المشروع، لا تضييع الوقت بتسهيل تشكيل حكومةٍ عقيمةٍ وشبه مستحيلةٍ لكيانٍ تافهٍ انتهت صلاحيته؛ ومن هنا يصبح التحدي المطروح والأسئلة المرافقة له أكثر إلحاحاً.
ألم يحن الوقت لمصارحة الجميع في لبنان بحقيقة وضعهم وبانسداد أفق عيشهم نهائيّاً في ظل هذه الكيان الذيلي التابع، وأن المشكلة تتجاوز كيانهم أصلاً، لا بل وتتجاوز الإقليم كله، وأن المشكلة ليست عندهم، بل عند الغرب بمركزه الحالي الذي استغنى عن لبنان وعن غيره من الكيانات في المنطقة، إلى درجةٍ بادر هو -لا هم وهذه مصلحتهم- فيها إلى تكسير حدود سايكس بيكو عبر بعض أداوته؟!
ألم يحن الوقت لمصارحتهم بأن الاقتصاد الحقيقي القادر على إعالة أصحابه، هو كما المقاومة القادرة على حمايتهم، لا يمكن إلا أن يكون متشابكاً مع الإقليم، مجاله الحيوي، ومتعاوناً مع كل الصاعدين بوجه الغرب، شركائه في العالم؟!
أليس من ضروريات البقاء الآن مخاطبة الجميع لتعبئتهم وتحضيرهم للصمود أطول فترةٍ ممكنة، وتجييش ما تيسَّر منهم بالخطوات العملية ليس فقط لمواجهة المشروع المعادي الذي يبتغي تجويعهم وخنقهم، بل ليحملوا مشروعهم هم، القادر على تأمين معاشهم وأمنهم أيضاً، بدلا من تركهم متعلقين بحبال الهواء وبآمالٍ واهيةٍ عن تشكيل ما لا طعم ولا لون ولا شكل له؟!
إن قراراً تحرريّاً واحداً باليد خيرٌ من عشر حكوماتٍ بلا قرارٍ على الشجرة (الهيمنة). وإن مسؤولية المقاومة، كونها القوة الوحيدة غير الكيانية في لبنان بسبب طبيعتها ومعظم نشاطها، لهي الأكبر، مما يؤهلها وحدها لقيادة هذا المشروع، شرط أن تعي أنها ليست صاحب المصلحة الوحيد بالتحرر، وأن من واجبها استقطاب باقي أصحاب المصلحة، من طوائف وصعاليك، وخلق الأرضية المشتركة بينها وبينهم لكي يلعبوا هم أدوارهم معها في هذا المشروع الجامع.

كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات