«التطنيش» مذبحة معيشيَّة!
 

علي كوثراني

علي كوثراني / لا ميديا -
من سمات المرحلة الجديدة في لبنان أنَّ “تطنيش” العروض الصينيَّة والروسيَّة والإيرانيَّة لن يمرَّ بعد الآن بدون مفاعيلَ سياسيَّةٍ أقلُّها “الفضح”.
هذه العروض، التي يشكِّل بعضها حلولاً موضعيَّةً لتخفيف آلام الحصار، ويشكِّل بعضها الآخر حلولاً بنيويَّةً، تتقدَّم الآن في سلَّم الأولويَّات حتَّى على ملف الغاز، وبعضها يشكُّل مخارجَ سريعةً ووطنيَّةً له. لذا فإنَّ الاستمرار في “التطنيش” صار مذبحةً معيشيَّةً موصوفةً بحقِّ سكَّان هذا الكيان البائس، وخيانةً عظمى في أصعب الظروف.
كما أنَّ رفع راية هذه العروض، بما تحمله من تكاملٍ مع الإقليم وتقاربٍ مع حلفائنا الطبيعيِّين في العالم، هو أحد أهمِّ خطوات التحرُّر الممكنة الآن، الكاشفة لحقيقة الصراع وأطرافه، بدلاً من ترك الناس فريسةً لثورة فخامة السفيرة وعناوينها، والمحاصِرة لأذناب الهيمنة في بلادنا.
فالتوجُّه شرقاً ليس طريقاً غير نافذٍ كما قال بعض المستعجلين أو المحبَطين، أو المحبِطين أو الخبثاء، بل هو أحد المعالم البارزة في الطريق الإلزاميِّ نحو التحرُّر، والواقعيِّ قبل كلِّ شيءٍ، لأنَّ ما تأمرنا به قوى الهيمنة (أن نموت جوعاً) هو اللا-معقول بحسب موازين القوى.

أترك تعليقاً

التعليقات