عدلي عبد القوي العبسي

عدلي عبدالقوي العبسي / لا ميديا -

أكذوبة الديمقراطية والمدنية
الحقيقة كالشمس لا يمكن تغطيتها بستارة سوداء من أكاذيب صندوق أسود أو إعلانات أيديولوجية هنا وهناك. والاحتلال وصمة عار، وهذه حقيقة. والعنصرية وانتهاك حقوق الشعوب، والجرائم التي تمارس ضد المستضعفين وأصحاب الأرض وصمة عار.
لا توجد ديمقراطية في بلد محتل يتجاهل قرارات الشرعية الدولية، ويضرب عرض الحائط بكل الشرائع والقوانين والدساتير، وينتهك حرية شعب في أرضه، ويسعى لطمس الهوية ولا يحترم المشاعر الدينية، ويدوس على مبدأ المواطنة في كل بقعة من فلسطين، ويستند في قرارات مصادرة الحقوق إلى خرافات دينية كتبت قبل آلاف السنين.

"داعش" القديمة الجديدة
"إسرائيل" القديمة والجديدة هي أصل الظاهرة الداعشية التي صدرتها إلى الإسلام والمسيحية!!
إذن لا عقلانية أو تحضر أو مدنية لعصابة رجعية ظلامية متنفذة تحمل عقيدة فكرية وسياسية تقوم على ادعاءات الطهرانية والاصطفاء والتفوق العرقي والأخلاقي والعقلي، وادعاءات ملكية الأرض عبر منحة إلهية قُدمت لقبيلة بدوية تحارب وتقتل وتغتصب باسم الدين والرب والطهرانية، ظهرت فجأة قبل آلاف السنين لفترة زمنية بسيطة في الحساب التاريخي، ثم اندثرت وتشرذمت في أصقاع الأرض بعد ذلك.
قبيلة أقل وصف يمكن إطلاقه عليها -لبشاعة تاريخها- هو أنها "داعش" عصرها، وقد ارتكبت من الفظائع والشرور عبر دولتها الشيطانية قصيرة الزمن ما لم يرتكبه كل البرابرة عبر كل العصور! وتاريخها (قديما وحديثا) يتحدث بذلك، ومن خلال كتبها المقدسة أيضاً، حيث الحكاية "داعشية" سواء قديما أم في الأربعينيات (سنوات الإجرام ونشاط العصابات الصهيونية المسلحة) وما ارتكبته في حق الشعب الفلسطيني (أصحاب الأرض) من إبادة وقتل وتنكيل وتشريد واغتصاب أرضهم وطردهم من وطنهم.
تماما في كل شيء تقريبا، هي "داعش"، وهي أصل الظاهرة "الداعشية"، زمن يوشع بن نون أو زمن بن جوريون، في الجوهر والمظهر، في المتن والهامش، في كل التفاصيل وفي ما وراء السطور.
لا شك في أن ادعاءات الطهرانية والاصطفاء والتفوق العرقي والأخلاقي والعقلي، ومنحة الأرض عبر بصائر ممنوحة من الرب... كلها أوهام مضحكة لم يقبلها الإنسان العاقل في زمن ظهورها، وهي أوهام وأكاذيب يرجع امتداد جذورها ويعود إلى أواخر العصر الحجري تقريبا، فكيف سيقبلها الإنسان العاقل المعاصر في عصر العلم والتطور الفكري والحضاري؟!

منطق فاشي قذر لدولة فاشلة
منطق أسود هو منطق "الأبارتهيد" والتمييز في الداخل، وسياسات هضم حقوق الأقليات والطوائف، وسياسة التمييز الطبقي والفئوي بين "الاشكناز" و"السفارديم". منطق شعبوي فاشي مجنون نجده في الهروب من الأزمة الاقتصادية والسياسية والاحتقان الاجتماعي إلى شن الحروب وإنتاج سياسات المغامرة والمقامرة، وممارسة العنف والقتل والتنكيل والتشريد، واغتصاب الأرض بالقوة والاستيلاء على مساكن المواطنين وإخراجهم من بيوتهم دون وجه حق، ومنع الناس من ممارسة حرياتهم الدينية.

الهروب من الأزمة بل وأكثر 
هي فضيحة مدوية، أن يلجأ إلى الحرب الفاشلون في قمة الهرم السلطوي الصهيوني من أجل حل أزمة السلطة الصهيونية وأزمة الانقسام السياسي الحاد والفشل المتكرر في تشكيل حكومة والهروب من شبح الذهاب إلى انتخابات خامسة في أقل من عامين، وتهديد بالحبس لزعيم حكومة فاسد ومرتشي مطلوب قضائيا، ما زالت المظاهرات والمطالبات الشعبية بإقالته ومحاكمته مستمرة منذ شهور.
وكأي سلطة فاشية تهرب من فشلها في حل مشاكل الداخل ومن تصاعد الرفض الشعبي لها إلى سياسة استخدام العنف وتفجير الوضع في فلسطين وما جاورها وإرضاء قطعان المستوطنين وعصابات اليمين المتطرف. لكن هذا لا يأتي في سياق أفعال مرحلية وخيارات وقتية وضمن مساحة الفعل ورد الفعل، وإنما إلى ما هو أبعد من ذلك في إطار استراتيجي شيطاني، أي باتجاه المزيد من القضم التدريجي للأرض والتحلل من قيود فرضتها اتفاقات لا يرضى عنها اليمين الصهيوني، وباتجاه استكمال مزيد من المخططات الموضوعة في "صفقة القرن"، كتهويد القدس والاستيلاء على ما تبقى من الضفة واجتثاث فكرة العودة، وأخيراً تسفير فلسطينيي الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية.
ربما أن وسيلة الحرب -حسب ظنهم- ستخلق واقعا جديدا في المنطقة، حيث الدمار والخراب والتصفيات والاغتيالات والتشريد الجماعي و… و… واقع جديد يتخلق بعد حرب واسعة يمكن فيه التنكر من كل اتفاقيات تم عقدها مع القيادات الفلسطينية -على مساوئها وكارثيتها على القضية الفلسطينية- والعودة إلى نقطة الصفر، بل وما قبل الصفر، والبدء في مشروع جنوني صهيوني فاشي توراتي للتوسع والاحتلال والتشريد والتهويد والتطهير العرقي والاستيلاء على كل الأرض وثرواتها، لكن هذا يصطدم بمقاومة عنيفة من الشعب الفلسطيني بدأنا نلمسها من خلال انتفاضة القدس وإصرار الشباب الفلسطيني البطل على ردع همجية الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة (السلمية والعنفية) من التظاهر والاعتصام والوقفات الاحتجاجية والحملات الإعلامية الإلكترونية إلى كل وسائل الكفاح المسلح. فلا بد من ردع المعتدي والدفاع عن الحق والنفس والمال والأرض كحق مشروع كفلته كل الأديان والدساتير والمواثيق، وهذا ما تقول به حتى بعض نصوصهم الدينية القديمة.

"النتن" رئيس عصابة
بلا شك هي علاقة سياسية وفكرية مخزية، علاقة عهر سياسي تلك التي تجمع قائداً سياسياً قومياً عنصرياً مختل العقل كـ"النتن ياهو" بقيادات اليمين الديني المتطرف الذين هم تماما خارج الإنسانية والحضارة، علاقة تقوم على مصالح براجماتية وعلى التشابه الفكري والثقافي والقيمي، ولا فرق إلا في القشور الخارجية.
إنها الحقيقة التي تصفع وجه كل ليبرالي تافه حقير، سواء كان عربياً أم غربياً ما زال يمتدح كيان "إسرائيل"!
حقيقة السلوك الوحشي الفاشي البربري لـ"النتن ياهو" وأشباهه وأعضاء حزبه والأحزاب المتحالفة، بل كل المعسكر الصهيوني بما فيه اليسار الصهيوني، هذا السلوك الهمجي لدى زعيم الكيان الصهيوني أو ملك "إسرائيل" -كما يُسمى- يتغذى من براجماتيته القذرة، وتفكيره الصهيوني القومي الديني الفاشي، ومنطقه الإمبريالي، ومن عفونة قيمه البورجوازية.
يعتقد الكثير من الليبراليين المطبعين العرب -للأسف- أن هذا المخلوق البشع "النتن" له إنسانية وكرامة، وأنه مدني ومتحضر وديمقراطي ورجل سلام، بينما هو في الحقيقة بعيد تماما عن هذه الصفات بعد الثرى عن الثريا، هو شيطان فعلي في صورة إنسان، يلبس ثوب الضحية وهو الجلاد المجرم، يزعم أن خصومه يشبهون هتلر وهو من فاق هتلر في البشاعة والجرائم. هذا هو التناقض الفاضح، فإذا كنت أيها "النتن" تزعم أنك ضد هتلر، فلماذا تمارس الإجرام والبشاعة الهتلرية في أوضح صورها؟! ولماذا تكرر استنساخه في بلاد الأرض المقدسة؟!
طبعا، عزيزي القارئ أنت تعرف بعض الجواب وتجده في نظرية "التماهي بالمعتدي"، وهي نفسية اليهودي الصهيوني الضحية التي تحولت إلى تقمص واستنساخ سلوك وتفكير وجرائم جلادها النازي!!
بعض الجواب يكمن في حقيقة أن الفكر القومي اليهودي الفاشي أو ما يسمى الصهيونية هو استنساخ للفكر القومي الرجعي الفاشي الذي ظهر في أوروبا منتصف القرن التاسع عشر في كل دول غرب ووسط وجنوب أوروبا.
وبعض الجواب تجده في فاشية وظلامية الفكر الديني المتطرف العنصري كما هو حال اليهودية ونصوصها وأسفارها المقدسة المليئة بكل ما لا يقبله العقل العلمي التقدمي والضمير العالمي الإنساني المعاصر.
وبعض الجواب تجده في الأوهام النخبوية والخبث والمطامح الإمبراطورية للتحكم بمصائر البشر التي تجدها في فكر رجعي ظلامي لحركة دينية شبه علنية كالماسونية تقدم نفسها للعالم في أثواب إنسانية براقة، وتتحدث عن الأخوة الإنسانية والتسامح بين الأديان، وتخفي حقيقة جوهرها الرجعي العنصري العصبوي وظلامية أوهامها الخرافية والتطهرية النخبوية، وانحيازها الصهيوني الواضح وهوسها الإمبراطوري للتحكم واستعباد البشر، وأطماعها في الثروة والنفوذ وعبادتها للمال والربح عبر الآلة الاستعمارية الضخمة.
ومن لا يعرف أو لا يستطيع أن يدرك أو يصدق ما هو الشيطان فعليه بمتابعة وقراءة سلوك هذا الرجل "النتن" وأفعاله الدنيئة، وأكاذيبه المخزية وجرائمه البشعة التي يخجل من اقترافها عتاة المجرمين. وطبعا ليس بالمستغرب أن نرى شعبيته لدى أشباهه من المهافيف في قطاعات أو قطعان واسعة من المستوطنين ومغتصبي مدن الساحل والضفة والصحراء والجليل والوادي، الملايين من مسلوبي العقل، مغسولي الدماغ، فاقدي القدرة على التمييز، ضحايا التربية الصهيونية الخاطئة، الذين تم تحضيرهم وصناعتهم وتربيتهم في مزرعة الصهيونية كوحوش مسوخ بهيئات بشرية مخادعة. هذه هي الصهيونية وهذا كيانها وهذه دويلتها وهؤلاء هم قادتها.
الصهيونية يا رفاق هي الخطأ التاريخي الفادح ووصمة العار التي لحقت بكل من دعم إنشاء هذا الكيان الفضيحة من دول عدوة أو صديقة!!
وهي وصمة عار في جبين الحضارة الرأسمالية الغربية، وهي صفحه سوداء في كتاب الحضارة الإنسانية المعاصرة.

أترك تعليقاً

التعليقات