مفرقعات السيد بومبيو
 

عدلي عبد القوي العبسي

عدلي عبد القوي العبسي / لا ميديا -

السيد بومبيو هو رجل المفرقعات الإعلامية والسياسية بامتياز، وهو نموذج للساسة الأمريكيين الفاشلين الذين يظنون في أنفسهم أنهم يحسنون صنعا!
وهو يمثل الفشل الأخلاقي الذريع للسياسة الأمريكية، والفشل الاستراتيجي والتخبط والارتباك الواضح، بالرغم من ادعاء العمل وفق استشارات المراكز البحثية!
والغريب أن هذا المأزوم المتبلد لا يعلم أن مفرقعاته السياسية لا تقدم ولا تؤخر ولا تصنع فرقا في تحقيق الأمن والاستقرار، ولا تجلب سلاما حقيقيا للمنطقة.
لا تولد احتراما للسياسة الأمريكية، وتسيء أكثر لما تبقى من صور نمطية إيجابية موجودة لدى البعض عن الدولة الأمريكية وسياساتها في المنطقة والعالم، ولا تصنع شيئا ذا قيمة يضاف إلى سجل الإنجاز الحكومي، بل إنها تدمر أكثر مما تبني! في عملية تحسين الصورة النمطية إياها!
فالقضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية في العالم العربي والقضية المحورية في المنطقة ككل، تحتاج إلى دفعة حقيقية تستوجب اعترافا حقيقيا وليس زائفا بالحقوق الفلسطينية العادلة. تحتاج إلى انقلاب حقيقي في وجه الصهيونية ولوبياتها المهيمنة، وقرار سياسي شجاع في البيت الأبيض.
لأن تعطيل أي تقدم حقيقي في مسار تسوية القضية الفلسطينية دائما ما كان يأتي أولاً من قبل الإدارة الأمريكية ولوبي "إيباك" الذي أثبت تاريخيا تدخلاته ونفوذه المهيمن على الكثير من الرموز الأساسيين في الإدارة الأمريكية، ليس هذه الإدارة فقط وإنما كل الإدارات السابقة على اختلاف تلاوينها! مع فارق أن هذه الإدارة تاريخيا هي الأكثر انبطاحا والأكثر تعرضا للاختراق والأكثر احتواء على بلاطجة سياسيين من شاكلة ترامب وكوشنر والسيد "أبو المفرقعات" (بومبيو).
ولو أن قرارا شجاعا تم اتخاذه في البيت الأبيض لتحقق تقدم ملموس في مسار تنفيذ القرارات الدولية. ولكنها حكومات الدمى المتحركة الأراجوزية التي تدار من قبل اللوبيات الصهيونية، وأولها جماعة "إيباك".
فجذر المشكلة هنا يكمن في الهيمنة الصهيونية العالمية على سياسات الدولة الأمريكية التي بإمكانها حقا الضغط على إدارة الكيان الصهيوني للإذعان للقرارات الدولية.
إن معرفة الفلسطينيين ومناصريهم لهذه الحقائق هو ما يدفعهم منذ زمن إلى تبني خيار المقاومة النضالي الشاق والطويل، واتباع كافة الوسائل المشروعة، لأنهم يعلمون جيدا أن تغول الدولة الإمبريالية الأمريكية المخترقة من اللوبي الصهيوني في مقابل المقاومة العربية الإسلامية الفلسطينية هو ما يخلق هذا التعقيد والاستمرارية في الصراع.
وليس بالإمكان أبدا إلقاء اللوم على الطرف المقاوم صاحب الحقوق التاريخية المشروعة، فالوضع المهين والمؤلم في واقع القضية الفلسطينية اليوم يتحمل وزره الأكبر الطرف المعتدي الظالم الإمبريالي الصهيوني وحلفاؤهم في الرجعية العربية، ووصمة العار تكلل جبين هؤلاء المجرمين التافهين أمثال السيد أبو بومب وزملائه وأصدقائه من بني جلدتنا.
ودائما ما يتم توجيه السؤال لهؤلاء الساذجين الذين يصدقون التحركات الأمريكية في السنوات الأخيرة تحديدا والمستمرة حتى اللحظة: هل عدم الاعتراف بالحقوق الطبيعية والعادلة للشعوب، وخاصة الشعب الفلسطيني، من خلال التحركات الماراثونية الكارثية للسيد "أبو المفرقعات" ودسائسه ومؤامراته والصفقات المفروضة التي يروج لها هو ورفاقه من جوقة مهافيف البيت الأبيض ترامب وكوشنر والشرق الأوسط نتنياهو و(إم بي إس) و(إم بي زد) يمكنه أن يصنع سلاما حقيقيا؟! طبعا لا، فهذه السياسات تقود المنطقة إلى كارثة القطيعة التامة وإلى أجواء محمومة تشبه تلك التي كانت سائدة في المنطقة إبان الحرب الباردة وسنوات الحروب الـ6 الكبيرة.
المنطقة دخلت في مرحلة جليدية من العلاقات وعدم الثقة والضبابية والغموض، بسبب تلك التدخلات الأجنبية الاستعمارية المحمومة في المنطقة، والتي أفضت إلى سلب حقوق الشعوب وتدمير دول وانتهاك سيادتها وتعقيد حل كل القضايا الشائكة، خشية من تغير موازين القوى الإقليمية والعالمية ومن النشاطات الصينية ـ الروسية، ولمواجهة أزمة اقتصادية عالمية وأزمة هذه البلدان الاستعمارية بالدرجة الأولى، وأيضا سياسات إرضاء اللوبي الصهيوني العالمي ومعه الدولة الصهيونية والاحتماء بهما إقليميا وعالميا!
لا شك في أن صفقات التسوية الظالمة حتما لن ترى النور ولن تنجح على الإطلاق، وكذلك العقوبات المفروضة على أكثر من طرف إقليمي لن تصنع أي رادع حقيقي أو رضوخ، بل إنها والعمليات الإرهابية الأمريكية والأطلسية والصهيونية المصاحبة لها لا يمكنها خلق الاستسلام، وإنما تطيل الفترة الزمنية للعصر الجليدي السياسي الحالي الذي يناهز عمره الـ20 عاما. والغريب أن كل هذه السياسات الفاشلة المنتجة لأجواء العصر الجليدي السياسي تجد لها "مفرقعات" أي غطاء وترويجاً ودعاية من السيد المضحك بومبيو، وتجد لها تطبيلا للأسف الشديد من بعض العرب، ظنا وتوهما منهم أن عصر السخونة وإذابة الجليد قد بدأ!

أترك تعليقاً

التعليقات