عدلي عبد القوي العبسي

عدلي عبدالقوي العبسي / لا ميديا -
للرفاق في الحزب الاشتراكي اليمني، الذين فقدوا الذاكرة، هل أقول إن عليهم معالجة وترميم الذاكرة التالفة واسترجاع كل الوقائع والمواقف والمساهمات التاريخية النضالية للحزب ومناضليه وكوادره وقادته ومثقفيه في نصرة القضية الفلسطينية منذ البواكير الأولى؟!
ولعل تلك البواكير بدأت منذ المؤتمر التاريخي لرابطة طلاب اليمن في مصر عام 1957 في قاعة فلسطين، وبحضور المناضل ياسر عرفات، وإلقاء كلمة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، إلى مشاركة العديد من مناضليه في مؤتمرات نصرة فلسطين في الستينيات، وإلى تمكن فرع حركة القوميين العرب في جنوب اليمن (ومعلوم تاريخياً أن الحركة هي حزب فلسطين القومي العربي، لكون نشأتها وظهورها على مسرح التاريخ العربي المعاصر جاء كرد فعل تنظيمي فكري سياسي على نكبة فلسطين، ولكون أبرز مؤسسيها هم من طليعة النضال الفلسطيني).
فرع الحركة (العمود الفقري للجبهة القومية، وهي سلف الحزب الاشتراكي اليمني) في اليمن هو التنظيم السياسي الثوري، الذي بادر وأشعل ثورة 14 أكتوبر التحررية، وتمكن من طرد الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن، ثم بعد ذلك بسنوات بادر إلى إرسال المقاتلين الحزبيين للتدرب والقتال إلى جانب المقاومة الفلسطينية واللبنانية في الثمانينيات، واستضاف المعسكرات الفلسطينية في عدن.
وكان للحزب شرف المبادرة (كحزب حاكم في اليمن الجنوبي الديمقراطي) مع الأشقاء المصريين بإغلاق باب المندب، وفرض الحصار البحري على العدو الصهيوني، في السبعينيات، والانضمام بعد ذلك إلى جبهة الصمود والتصدي للعدو الصهيوني، والمشاركة في مؤتمراتها التاريخية، و... و... وغيرها العديد من المواقف المبدئية طيلة مراحل مختلفة من الصراع العربي الصهيوني، حتى منتصف التسعينيات.
لكن ابتلي الحزب، وأغلب مثقفيه وكوادره، بعد ذلك، بلعنة السقوط التاريخي، الفكري السياسي، والتخلي عن النهج الثوري المقاوم، والتحول غرباً لانتهاج الفكر الليبرالي، والتخلي عن كثير من مبادئ وقيم العصر الثوري الذهبي.

أترك تعليقاً

التعليقات