هذا هو رأس الأفعى
 

عدلي عبد القوي العبسي

عدلي عبد القوي العبسي / لا ميديا -
“سامقة قامته عظموه، بجّلوه الابن الشمس. وشمس السماوات مثل نوره كنور عشرة آلهة معاً، جباراً عتياً أسبغت عليه الجلالة النورانية المهيبة” (في مدح “مردوخ”، كبير آلهة بابل - مقطع من نص أسطورة الخلق البابلية اينوما إيليش).
في زمننا هذا ابتلينا برجل يهودي اسمه روبرت مردوخ، صهيوني ماسوني بامتياز، أفعاله الخبيثة الشريرة واضحة وضوح الشمس وصريحة، فهو يكاد يكون أكثر الماسونيين صراحة وظهوراً وفعلاً ووقاحة.
هذا الرجل كما تعلمون جعل من نفسه أو جعلوه كبير آلهة الإعلام، فهو يكاد يهيمن بإمبراطوريته الإعلامية الضخمة على الرأي العام العالمي، بل إنه بمثابة الصانع الأكبر للرأي العام العالمي والأكثر تأثيراً وتلاعباً بنفوس وأذهان الجيل الجديد من سكان المعمورة.
تمردخ هذا المردوخ المعجب باسمه، المهووس بالسيطرة العالمية على الرأي العام العالمي، من خلال إمبراطوريته الإعلامية التي تحوي ما يزيد على أكثر من ثمانمائة شركة في جميع أنحاء العالم!!
تلك المجموعة الإعلامية جعل منها الذراع الإعلامية للماسونية والصهيونية العالمية والسلاح الثقافي الفكري الأقوى في خدمة دولة الكيان الصهيوني.
روبرت مردوخ الملياردير الاسترالي الأمريكي الجنسية، صاحب أكبر تكتل إعلامي عالمي، يسمى “نيوز كوربوريشن”، وصاحب فضيحة التجسس الشهيرة في العام 2011 في بريطانيا، هذا المتغلغل في مؤسسات إعلام “الشرق الأوسط”، والمالك لأسهم في شركه “روتانا”، والشريك الأكبر للأمير الوليد بن طلال، وربما غيرها من المؤسسات المشبوهة كـ”الجزيرة” و”العربية” و”سكاي نيوز”، وغيرها (ليس ربما، بل من المؤكد ذلك).
مردوخ هذا الرجل الأفعى لم يكتفِ بصناعة الخبر وتسويقه على ما تشتهي الصهيونية والأمريكان والسياسات الاستعمارية، وتحديدا عصابة اليمين المحافظ الصهيومسيحية التي استلمت السلطة في أمريكا مطلع الثمانينيات ولا تزال تحكم الدولة العميقة إلى الآن، لم يكتف بذلك، بل امتد نشاطه الأخطبوطي إلى الدراما وإلى صناعة السينما الأمريكية، وله شركة “فوكس القرن الواحد والعشرين” التي تنتج المئات من أفلام السينما الهابطة (مع وجود استثناءات طبعاً): أكشن ورعب وخيال علمي واجتماعي وكوارث... وغيرها من مختلف الألوان.
ومن خلال هذه المؤسسة الفنية الضخمة قام باستخدام الوسائط الفنية للترويج، وضخ كمَّاً مهولاً من السموم الفكرية كالعنصرية والخرافات الدينية والسحرية التوراتية والماسونية وأفكار شيطنة الآخر المخالف وقيم الاستهلاك وتمجيد العنف والإباحية وأفلام تمجيد وتعظيم الغرب وأفلام مسيسة تدعي التفوق والهيمنة الغربية، أفلام يشاهدها يومياً الملايين من العرب السذج، خاصة جيل الشباب من غير المحصنين بالوعي والثقافة والفكر العلمي النقدي السليم، الذين يتعرضون بشكل شبه يومي لقصف إعلامي ثقافي فكري، ويتجرعون سموماً فكرية مردوخية مدمرة للأذهان.
هي سموم تفسد الأجيال الجديدة وتدمر العقول والنفوس، وتزرع البلبلة الفكرية والقيمية لدى مشاهديها ومستمعيها، من خلال عدد مهول من برامج وأخبار وأفلام ودراما مردوخية تخدم الفكر الرجعي الشيطاني للغرب.
سمومٌ دخلت إلى كل بيت عربي وتجرعها كل المواطنين من مختلف الفئات العمرية على مدى عقود من الزمن، بحيث غدت “المردوخية” هي الوباء الثقافي الفكري الأخطر الذي ضرب نفسية المواطن العربي وحطمها من الداخل، إلا من حصن نفسه بالعلم والمعرفة السليمة وتحصن بالفكر العلمي والتاريخ الجدلي المادي والفكر السياسي الثوري والاجتماع العلمي، وفهم منذ زمن طويل قصة هذه العصابة الخطيرة الحاقدة وأدرك ضررها على المجتمعات والإنسانية.

أترك تعليقاً

التعليقات