وفاء الكبسي

وفاء الكبسي / لا ميديا -

لا تخلو السجون يوماً من الأيام من ضيف يحل بها أو مقيم يعيش بين حناياها ولا يخرجه منها إلا الموت أحياناً!
من المعلوم أن السجن يغص بأصناف البشر، وقد يحوي البريء المظلوم، ويحوي السارق والقاتل والمجرم وقاطع الطريق والخائن، فكم من بريء أصبح يسمى مجرماً، وكم من مجرم عفي عنه وأصبح حراً طليقاً..
في يوم السجين اليمني (الـ8 من شهر رمضان)، تعد هذه المناسبة فرصة لمد جسور التواصل مع السجناء والمعسرين، وإيصال رسالتهم التي يتعذر عليهم إيصالها من خلف القبضان لجذب اهتمام الرأي العام بهم. هناك خلف القضبان يوجد إنسان بمعنى كلمة إنسان، إنسان يعاني الظلم والإذلال ما بين ظلم السجان وإهمال ونسيان، علينا أن نلتفت لأحوالهم ونخفف من معاناة السجناء والمعسرين ومد يد العون لهم وتقديم الدعم المطلوب لهم..
يوم السجين اليمني يذكرنا بواجبنا الديني والإنساني تجاه السجناء والمعسرين، ويتوقّع عدد كبير من السجناء في اليمن أن يتكلّل شهر رمضان بخروجهم من السجن وعودتهم إلى أهلهم وذويهم، وخصوصاً المسجونين على ذمّة قضايا تتوجب دفع مبالغ من المال. علينا أن نفهم أنه مهما كان يظل السجين إنساناً لا يجب أن يفقد كل حقوقه حتى وإن ارتكب جريمة أو حكم عليه بعقوبة، بل يجب أن تظل معه هذه الحقوق باعتبارها ملاصقة للإنسان، ولا يمكن النظر للعقوبة باعتبارها انتقاماً من المحكوم عليه وتشفياً فيه. يجب العمل على إحقاق حق السجين في الحياة بكرامة داخل السجن، لأن هناك قصصاً لسجناء تشيب منها الأبدان، لست هنا بصدد سردها، ولكن للتذكير فقط أُذكر بقصة سجين مجاهد مظلوم يقاسي الظلم ألواناً، ليس له جرم أو ذنب إلا أنه كان يؤدي عمله وواجبه الجهادي، اتهموه بقتل زميله المجاهد، وعفي عن المجرمين، وتم تهريبهم مع كل المضبوطات، وحكم عليه بدية 10 ملايين ريال، هنا ضاقت الأرض به لعدم قدرته على السداد، وبدأت رحلة النسيان له، رغم وعودهم له بأن يتم إخراجه ودفع الدية عنه، ولكن للأسف مرت سنتان ولم يعد يلتفت له أحد لا المشرف ولا غيره.
هنا سؤال يطرح نفسه: لماذا مكرمات العفو تصيب الخونة والمجرمين، ويحرم منها المجاهدون المظلومون؟!
سؤال يجب إعادة النظر فيه. 

ملتقى الكتاب اليمنيين

أترك تعليقاً

التعليقات