عملية ثلاثية الأبعاد للقوة الصاروخية اليمنية
- إبراهيم الهمداني الأثنين , 15 نـوفـمـبـر , 2021 الساعة 6:26:05 PM
- 0 تعليقات
إبراهيم محمد الهمداني / لا ميديا -
القوة الصاروخية تتمكن بفضل الله من تنفيذ عملية نوعية استهدفت معسكرات بظهران الجنوب بمنطقة عسير ومأرب وغربي تعز، وكانت الإصابات دقيقة.
كان هذا نص الخبر، الذي أعلنه بشير الخير، متحدث القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، يوم الأربعاء 10/ 11/ 2021. ويمكن القول إن هذه العملية ذات أهمية كبيرة ومضاعفات، فعلاوة على أهميتها الكبيرة في سياقها الطبيعي، في الظروف العادية، فإنها تحمل أبعاداً ودلالات كبيرة، ورسائل سياسية قوية، بداية من المستوى المحلي، وصولا إلى المستوى العالمي، وفقا لثلاثية المكان المستهدف، وخصوصية زمن الفعل، يمكن تتبعها ضمن أبعادها الثلاثة:
أ) البعد الاستراتيجي:
يتمثل البعد الاستراتيجي لهذه العملية المباركة في جانبين:
الأول: طبيعة التطور النوعي المتقدم الذي وصلت إليه القوة الصاروخية تخطيطا وتقنية ودقة، رغم الحصار الشامل والسيطرة الجوية والمراقبة الدائمة بالأقمار الصناعية، وانتشار منظومتي الدفاع الجوي (ثاد وباتريوت)، وتغطيتها مساحة واسعة من الشريط الحدودي، ومعظم المواقع العسكرية المعادية المستخدمة لارتكاب أبشع عمليات القتل والتدمير والإبادة بحق الشعب اليمني بأكمله.
الثاني: حجم التفوق الاستخباراتي المتعاظم الذي تعكسه دقة اختيار مكان وزمان العملية، ودورها في تعجيل حسم تحرير مدينة مأرب، وقطع إمداد المدينة بمرتزقة جدد من معسكرات التدريب (الداخلية والخارجية)، قبل القيام بها، وإفشال آخر المخططات الأنجلوصهيوأمريكية الرامية لإطالة أمد المعركة وحصرها في الداخل اليمني، بوصفها صراعا يمنيا ـ يمنيا، مفتوحاً زمنيا إلى ما لا نهاية.
ب) البعد السياسي:
تمثله ثلاثية المكان المستهدف، بما يحمله المكان من رسائل سياسية قوية ذات دلالة متنامية تصاعديا، متجاوزة لأنساقها الزمنية والمكانية، في خصوصيتها ومحدوديتها، إلى أنساق زمنية مفتوحة من الحاضر إلى المستقبل، وفضاءات مكانية/ جغرافية، متسعة الدوائر والحدود، انطلاقا من التموضع المحلي فالإقليمي ثم العالمي، وفقا لعلاقات الترابط السببي، التي تجمعها ببعضها تصاعديا، حيث ترسمها ثلاثية المكان على النحو الآتي:
1 ـ معسكر تدريب غربي تعز:
يحمل هذا المكان طبيعة النطاق الجغرافي لمنطقة الساحل الغربي، الواقع -بامتداده من المخا في تعز إلى حدود مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة- تحت سيطرة قوات المرتزقة الموالية لقوات الاحتلال الإماراتي، الموالية بدورها لهيمنة الاستعمار البريطاني، واستهداف معسكر التدريب ذاك في تموضعه الاستراتيجي والوظيفي يقدم رسائل سياسية بالغة الأهمية تنطلق من خصوصية المحتوى المحلي الذي يعد بمثابة الإنذار الأخير إلى قوى المرتزقة في الساحل الغربي بقيادة طارق عفاش، باقتراب معركة الحسم النهائية، وتحذير أولئك المرتزقة من مغبة الاستمرار في ذلك الدور الوظيفي المشين والرهان الخاسر سلفا، خاصة في ظل المتغيرات العسكرية والسياسية والاجتماعية التي تؤكد تعاظم قوة الرد والردع اليمنية، وامتلاك الجيش واللجان الشعبية زمام المبادرة والسيطرة على مجريات المعركة وتطورات الأحداث على كافة المستويات، مقابل تراجع وانحسار حضور ومكانة ودور مجاميع المرتزقة بقيادة طارق عفاش وانهيار معنوياتهم القتالية والنفسية، بعد ما تعرضوا له من المعاملة السيئة من قبل قياداتهم المحليين والإماراتيين على كافة المستويات، بالإضافة إلى الزج بهم في معارك وصراعات سباق بسط النفوذ الإماراتي السعودي ليصبحوا وقودا لمعارك وخيانات ومؤامرات وحسابات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وصلت إلى مرحلة المعارك العبثية والقتل العشوائي وصناعة الموت المجاني، خارج عناوين التضحية الوطنية والثورية التي طالما تشدقوا بها، واتخذوها مبررا لارتزاقهم وعمالتهم.
وبذلك فقدوا أدنى مستويات الأمان والثقة فيما بينهم (أفرادا وقيادات) وأصبح التخوين والتوجس والترقب الحذر هاجسا جمعيا وحالة مرضية تحول دون الاستمرار في تصنع الدور التحرري والالتفاف حول قيادة واحدة، لتطغى بذلك حالة صناعة الحلول الفردية والتماس أقرب المخارج، وتحين وانتهاز الفرص المواتية بأي حال من الأحوال، مقابل غياب حالة الصمود والمواجهة والاستبسال الجمعي والسباق إلى نيل شرف البطولة والتضحية تحت أي مسمى كان، في وسط عسكري رخو مفتقر إلى أدنى صور القيادة الوطنية والمسؤولية والشعور بالانتماء والأمان، علاوة على ما أفرزته الانقسامات الحادة والولاءات المتعددة داخل الفصيل الواحد، وما أعقبها من عمليات استهداف شخصيات واغتيالات وتصفيات جسدية داخل الصف الموالي للإمارات نفسه.
وفي ظل ذلك الوضع الرخو المتهالك الذي أحكمت فيه القيادة الإماراتية قبضتها على كل التفاصيل الإدارية، تم تهميش جميع قيادات المرتزقة الذين طالما اعتدوا برتبهم العسكرية وأسسوا تمركزهم القيادي على تسميات نخبوية ذات دلالات كبيرة، مثل حراس الجمهورية وحماة الوطن والمحافظين على الثورة ومكاسبها، وغير ذلك من التسميات ذات الأبعاد السلطوية المركزية التي أصبحت كسراب بقيعة يحسبه المرتزق منصبا ومجدا حتى إذا جاءه وجد الإماراتي السيد المطلق وجميع المرتزقة خاضعين بين يديه، وهم عنده سواء في العمالة والارتزاق، لا فرق بين كبيرهم وصغيرهم مهما تفانوا في ممارسة أقذر أنواع الخيانة والارتزاق طمعا في نيل رضاه، ولن يرضى عنهم أو يثق بهم إلا شكليا عند الضرورة.
لم تنتقل رسالة القوة الصاروخية الأخيرة من ساحة مرتزقة الإمارات في الساحل الغربي، إلا وقد أقامت عليهم أبلغ حجة، وأكدت لهم أن النهاية المحتومة أصبحت وشيكة التحقق، وما بين الاستمرار في ذلك الدور الوظيفي القذر ومآلاته المأساوية الوخيمة أو المسارعة بالعودة إلى حضن الوطن ولو في الوقت بدل الضائع، تركت لهم حرية الاختيار.
ولم يكن حال الإماراتي -عميل بريطانيا- بأحسن من حال أدواته المحلية الرخيصة، ولم يكن تعامله المتعالي عليهم إلا انعكاسا للمعاملة ذاتها التي يتلقاها من أسياده البريطانيين في تموضعهم الاستعماري المتعالي الذي مازال يبهره حتى اللحظة، ويرى فيه ملاذه الأخير وحصنه الأسطوري المنيع الذي سيجعله بمنأى عما يستحقه من عقوبات على إجرامه بحق الشعب اليمني، ومسارعته إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني علنا وخيانته للإسلام والمسلمين، معولا على وعود الحماية البريطانية، ومعتقدا ارتباط بقائها في المنطقة بوجوده.
ويمكن القول إن بريطانيا تعي نص الرسالة ومعناها جيدا أكثر من عميلها الإماراتي الذي أعماه انبهار المفعول بالفاعل عن رؤية مصيره المحتوم، خاصة وأن بريطانيا العظمى لم تعد كذلك إلا في خياله الذي أدمن العبودية والذل والخيانة، رغم أن بريطانيا ذاتها تعي حقيقة تموضعها الجديد الآيل للسقوط والانهيار لا محالة، نظرا لبلوغها مرحلة الشيخوخة الاستعمارية المتقدمة وفقدانها معظم مواضعات الاستمرار والبقاء، وكل ما تؤسس عليه حضورها الاستعماري الراهن هو بقايا هيمنة متهالكة وإرث قمعي تسلطي غائر لم يعد له من قيمة تذكر، غير ما تحمله ذاكرة مجرم تنخرها الشيخوخة خلف القضبان، وكذلك الحال بالنسبة لبريطانيا التي لن يسعفها رصيدها الإجرامي المتقادم، بانتزاع بعض المهابة، كي تجلل ما تبقى من حضورها الراهن، ولا استخدامها للعملاء (النظام الإماراتي) سيعفيها من طائلة المساءلة والعقاب، وليس أمامها سوى خيار واحد ترى من خلاله مصيرها المشؤوم وزوالها ونهايتها المخزية، الأمر الذي يجعلها ترى عبيد عبيدها/ عملاء عملائها من المرتزقة المحليين في الساحل الغربي أفضل حالا منها، وتحسدهم على إمكانية تحقق فرصة نجاتهم في اللحظات الأخيرة، فتسعى بدافع العقدة الإبليسية في ضرورة تعميم الخطيئة إلى الحيلولة دون ذلك، من خلال عبيدها الإماراتيين ليكفروا كما كفر أسيادهم فيكونون سواء.
2 ـ معسكر تدريب في مأرب:
تعد محافظة مأرب حجر العقد في مسار العدوان على اليمن، وأهم نقاط قوته واستمراريته، نظرا لما تتمتع به من أهمية جيوسياسية كبيرة، سواء على المستوى الجغرافي، وما يتضمنه من حساسية الموقع وطبيعة الديموغرافيا القبلية والاجتماعية، أو على المستوى السياسي الذي يعكس طبيعة التحالفات والولاءات القائمة، ودور الثروات النفطية والمعدنية في تعزيز الصراع وإطالة أمد العدوان.
ولذلك حرصت قوى العدوان على التشبث بمأرب، وبالغت في بسط نفوذها وشراء الذمم والولاءات وتغذية مشاعر الحقد والكراهية تحت تسميات مذهبية وعنصرية وطائفية. ونظرا لتلك الأهمية الكبيرة التي تحتلها هذه المحافظة، وخطورة دورها في معادلة الصراع العالمي، أحاطتها قوى العدوان بحوائط جغرافية وبشرية دفاعية، شملت محافظة الجوف وأجزاء من محافظة صنعاء، بالإضافة إلى أجزاء من محافظة البيضاء وأجزاء من محافظة شبوة، وحشدت إلى هذه المناطق أعتى مقاتلي التنظيمات الإرهابية من "القاعدة" و"داعش" وغيرهما، بتخطيط صهيوني وإشراف أمريكي أممي وتمويل سعودي خليجي، لكي تحول بذلك دون وصول أبناء الجيش واللجان الشعبية إلى محافظة مأرب أو حتى الاقتراب من محيطها، لما لذلك من الخطورة العالية على مركزية الكيان الوجودي الاستعماري، ونقطة تمركز وانطلاق الكيان الوظيفي التابع لقوى الاستعمار وأدواته التي تلعب دورا بارزا وحيويا في مشروع العدوان الإجرامي بحق أبناء الشعب اليمني، علاوة على ما تقدمه من مساعدات وتسهيلات لقوى الهيمنة والنفوذ، في نهب ثروات الشعب اليمني -في مأرب والمحافظات الجنوبية- وتوريدها إلى حسابات بنكية في عواصم دول العدوان، وفي مقدمتها بنوك الرياض وبنوك أبوظبي وغيرها، جاعلة ما تجود به من الفتات على عملائها منحة ملكية ملزمة لهم بتقديم قرابين الولاء والطاعة الأبدية والاستماتة في الدفاع عن المشروع الإمبريالي حتى آخر نفس وآخر قطرة دم.
غير أن معادلات الرد والردع ومسار عملية التحرير الذي رسمه وانتهجه المجاهدون الأبطال من أبناء الجيش واللجان الشعبية قلب موازين الحسابات وكسر قوانين معادلات الصراع في صيغتها الاستعمارية العالمية، متجاوزا مقتضيات المنطق والواقع ورهانات القوة والهيمنة. ومن خلال تلك العمليات العسكرية البطولية تم اختراق الحوائط الدفاعية -بكل مقوماتها وإمكاناتها الهائلة- وتحرير مساحات جغرافية واسعة انطلاقا من فرضة نهم، في محيط محافظة صنعاء، وصولا إلى عمق محافظة مأرب والمديريات المحيطة بمركز المحافظة، مدينة مأرب ذاتها، وتطويقها من جهة محافظتي البيضاء وشبوة، وصولا إلى محيط مدينة مأرب، من ثلاثة اتجاهات.
وإزاء هذه التطورات العسكرية، وما ترتب عليها من تطورات وتغيرات سياسية، تحول الموقف العالمي وانكشفت حقيقة الدور الأممي الاستعماري الذي ازدادت وتيرة قلقه من حتمية فقدانه آخر أوراق رهاناته، وسقوط أذرعه وعملائه، وأصبحت تصريحات البيت الأبيض والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوث الأممي كلها تصب في خانة تكريس الوجود الاستعماري والتهديد والتحذير العلني والمباشر من مغبة المساس بمصالح المستعمر وعملائه في المنطقة ومن تداعيات دخول مأرب.
إن سقوط ذلك الكيان الوظيفي "القاعدي" "الداعشي" المتطرف، ممثلا في حزب الإصلاح بأجنحته -المذهبية والقبلية والعسكرية- والجماعات التكفيرية الإرهابية التي تلتقي معه على قاعدة التطرف ذاتها، وتشاركه رسميا في كل المعارك والمواقع جنبا إلى جنب، قد أسقط معه مرجعيته الأيديولوجية الوهابية المتطرفة ومواضعات هيمنة البترودولار، ليسقط بذلك الكيان السعودي الوظيفي، وتسقط فاعلية دوره الارتزاقي الخياني، في تمكين مشروع الهيمنة الصهيونية في المنطقة، خاصة بعد ثبوت فشله وعجزه عن حماية نفسه، ناهيك عن حماية مرتزقته والحفاظ على مصالح ونفوذ وهيمنة المستعمر الصهيوأمريكي. ويمكن القول إن الكيان السعودي الوظيفي المتهالك حمل بذور سقوطه منذ لحظات ميلاده المشؤوم، وقد وصل -في الوقت الراهن- إلى مرحلة متقدمة من الانهيار والتحلل، ولم يعد يمتلك أدنى مقومات الوجود والبقاء والاستمرار.
انعكست تداعيات سقوط الكيان السعودي سلبا على الجماعات التكفيرية الإرهابية، التي يتبناها أيديولوجياً ومالياً، وعلى وجود وهيمنة ونفوذ القوى الاستعمارية، الأمريكية الصهيونية البريطانية.
وبذلك يتجسد البعد الثالث (العالمي) لرسالة استهداف مأرب، بسقوط قوى الهيمنة والاستكبار، في تموضعها الاستعماري، بعد قطع أذرعها المحلية والإقليمية، دون أن تجرؤ على رد اعتبار ذاتها، واستعادة هيبتها وحضورها.
3 ـ معسكر قوات الواجب في عسير المحتلة:
حمل هذا الاستهداف رسالة مباشرة إلى النظام السعودي، مفادها ألا عاصم اليوم من الزوال المحتوم إن هو استمر في عدوانه وحصاره، علاوة على ما تحمله خصوصية المكان المستهدف (عسير)، في الوجدان الجمعي اليمني وفي عقلية المحتل السعودي، وما يحمله ذلك التموضع المكاني من الإجرام التاريخي السعودي بحق الأرض والإنسان.
كما حمل رسائل غير مباشرة، بأثر عكسي/ تنازلي، إلى جميع مرتزقة الإمارات والسعودية وأسيادهم بعد نجاح قوات الجيش واللجان الشعبية من قطع كل طرق وسبل الإمدادات البشرية والمادية عن مأرب وقدرتهم على إنهاء المعركة فيها.
والرسالة الثانية، على المستوى الأفقي، في إطار تموضع قوات التحالف، مفادها أن سقوط الشقيقة الكبرى ليس إلا إعلانا بزوالكم المسبق، ومنع استمرار إنتاج وتفريخ ودعم الجماعات الإرهابية، ونهاية أدواركم الخيانية الداعمة للتطبيع والتواجد الصهيوني الغاصب في فلسطين والمنطقة العربية عموما.
وفي الرسالة الثالثة، التي يحملها المكان (عسير)، في خصوصيته التاريخية والاجتماعية، يتجه الخطاب تصاعديا إلى أسياد الكيان السعودي الوظيفي ونظائره من الأنظمة الخليجية وغيرها، مفادها: إن تخليكم عن حلفائكم وعجزكم عن حمايتهم وسحب أنظمة الدفاع الجوي من المنطقة العربية واستمراركم في "حلْب" تلك الأنظمة العميلة نظير ما تزعمونه من تكاليف الحماية قد أسقط وجودكم إلى الأبد، والمسألة مسألة وقت فقط، وبذلك تسقط الرافعة الرئيسية للمشروع الصهيوني وترتفع هيمنة الأمريكي عن الضرع الحلوب، وتفقد بريطانيا كل مقومات النفوذ والهيمنة الاقتصادية والثقافية والفكرية والسياسية التي عملت على صنعها منذ زمن طويل.
ج) البعد الثوري:
ويتمثل هذا البعد في مسارين، مؤكدا على:
1 ـ استمرار النهج التحرري بداية من تحرير كافة الأراضي اليمنية إلى تحرير المقدسات الإسلامية، وقطع نفوذ وهيمنة القوى الإمبريالية، وصياغة علاقات جديدة على مبدأ الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، علاوة على ما يحمله هذا السياق من تشجيع وتحفيز جميع شعوب العالم على انتهاج درب التحرر والاستقلال، والخروج من حالة الاستلاب واليأس واليقين المسبق بالهزيمة، والانتصار على مواضعات الهيمنة والاستكبار في كل مظاهر تجلياتها وصورها.
2 ـ كشف الوجه الحقيقي للأمم المتحدة ومجلسها، وإسقاط القناع عن طبيعتها الاستعمارية ودورها التسلطي القبيح، والتركيز على سقوطها القيمي والأخلاقي، وكشف تناقضاتها وانقلابها على ما زعمت من القيم والمبادئ، وتخليها عما زعمت حمايته والحفاظ عليه من حقوق المستضعفين، ورعايتها للحقوق والحريات والديمقراطية وحق السيادة والاستقلال، بينما هي تمارس أبشع أنواع القمع والكبت ومصادرة الحقوق والحريات وممارسة أقذر أدوار الاستعمار في سياقاته الإجرامية والتسلطية والقمعية، والكيل بمكيالين، حسب مقتضيات المصالح الاستعمارية وتقاسم مناطق النفوذ والهيمنة والاستفراد بالثروات دون الشعوب.
هنا تسقط كل مواضعات السيادة الإمبريالية بمختلف تسمياتها وتموضعاتها، وتبدأ مرحلة جديدة معلنة ميلاد فجر الإنسانية الجديد.
المصدر إبراهيم الهمداني
زيارة جميع مقالات: إبراهيم الهمداني