تعريف العدو
 

طه العزعزي

طه العزعزي / لا ميديا -
مرةً انتهى بي الحديث ضمن كلام كثير مع أحد منظري حزب الخونج في تعريف العدو الحقيقي للشعب اليمني، ومن جهتي انتهى الحديث لدي بأن العدو الأخطر لليمن هو حزب الخونج، في حين كان هذا الخونجي، وبحيلة تنظيرية، يحاول أن يرمي كل ثقل كلماته وأن يلصق التهمة بأنصار الله.
إن من يحرث الأرض ومن يعلم الشعب زراعة هذه الأرض لا يمكن أن يكون عدواً له. وهذا مبدأ عملي، وليس واقع كلمات، وهو ما يحسب لأنصار الله. لقد علموا الشعب زراعة هذه الأرض لأجل تأمين عيشهم، ولأجل استقرارها واكتفائهم الذاتي قبل كل شيء. إنها توجيهات وخطط مستقاة من الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) ومن القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وكذلك الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي وضع مشروعاً تطبيقياً ونظرياً لمسألة زراعة الأرض. أيضاً لا يمكن لمن يزرع الأرض أن يكون إرهابياً، وهذا بحسب تأكيد علمنا عن واقع ودراية، أم أن أصابع الوهم قد خزت ماء الأعين، فهو السيئ الذي منع وصول الحقيقة إلى الكثير؟!
تظهر اليوم بعض التعريفات مترامية الإشارة من هنا وهناك لتوضيح من هو العدو الحقيقي لهذا الشعب. هذه التعريفات مهمة، ومهمة جداً من أول أيام العدوان، ومن قبل ذلك بكثير. كان من المهم إبانتها في ثورة فبراير، بل كان من المهم إبانتها بعد ثورة 26 سبتمبر التي ادعت الوطنية لنفسها، وأثناء حرب صيف 94، وحروب صعدة الست. إذن، من هو العدو الحقيقي للشعب اليمني من داخل تكويناته الحزبية وانتماءاته المختلفة؟
لو استجمعنا الكثير من أدبيات حزب الخونج وأقوال قادته الخَربة، لن نشك مرة واحدة في أنّ هذا الحزب هو العدو الحقيقي لهذا الشعب داخل اليمن. ولا تأتي إدانتنا الشعبية له من دافع اختلاق الأكاذيب والافتراءات ومسحها بلمعة تنظيرية أو بقطرات دموع كما يفعل هو، إنما ندينه من واقع أدبياته.
عندما ضجت ثورة 11 فبراير بالثوار الحالمين، وأغلبهم من طبقة الشباب، وامتلأت الساحات بهم في أغلب المدن اليمنية، كان هنالك من يسعى إلى ركوب الموجة واعتلاء سدة الحكم عن طريق دماء من سقطوا من الضحايا. إن توكل كرمان فتاة شرهة، وقد كانت وما تزال أكبر هامور يمتلك خاصية تتبع دم الضحية لتحقيق هدفه الخاص والمرجو. هذه المرأة المريضة التفكير تُعتبر مقبرة للشباب اليمني، ولا يكاد يمني حُر لا يعرف حقاً روحية العداء التي ملكتها كرمان ضد أبناء الشعب اليمني الذين سقط منهم الكثير من الضحايا نتيجة سياستها التضليلية وواقعها التغريبي والانحلالي.
أكرر مرة أخرى: من أراد حرث هذه الأرض ويعلم أبناءها ويحثهم على زراعتها لن يكون عدواً للشعب، وإن كثرت الأقاويل والتنظيرات، حتى وإن غارت إلى أقصى أماكن اللا معقول. من يقوم بحرث الأرض وزراعتها لن يكون إرهابياً أيها المرتزقة وإن صنفته أمريكا ضمن قوائم الإرهاب.

أترك تعليقاً

التعليقات