معركتنا ضد كيان العار!
 

طه العزعزي

طه العزعزي / لا ميديا -
يقاتل أبناء غزة، منذُ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى يومنا من أجل استرداد حقهم المشروع والطبيعي، حق يعرفه ناس الحق ورجاله. لكن ثمة مجموعة ذئبية بشرية -مع اعتذاري للذئاب- تتربص بمشروع هذا الحلم، وتحاصره بما استطاعت من سياسة ولعنة ضمير، على أمل حلف أخرق يؤمّن لها بقاءها دويلات تتحكم بمصائر وإرادات الشعوب العربية، ضاربة الجذر التاريخي والمسؤولية الأخلاقية والدينية مع إخوتها في المنطقة.
يشعر اليمني العظيم اليوم في حالته الحزينة تجاه ما يجري في غزة بمشاعر الفلسطينيين أنفسهم، وذلك لعدة أسباب، أبرزها: تعرضه لحرب كالتي حدثت في غزة، وإن اختلفت الأسباب، وأولها وليس تاليها: شعوره بالمسؤولية الدينية التاريخية كشعب أصيل وصاحب هوية جامعة وحكمة يمانية أخبر عنها الرسول عليه أفضل الصلاة وعلى آله، وكان صادقاً: «أرق قلوباً وألين أفئدة».
وتتجلى رقة اليمنيين ولين أفئدتهم بواقع ما شهدته الساحة اليمنية في صنعاء، والبحر الأحمر، من مواقف إنسانية صادقة وغير متخفية وراء طاقية أو ستار. وليس ذلك فقط؛ في يوم من أيام صنعاء، على استراحة في «التحرير»، جلست وكثيرين نتأمل أحداث غزة. ثمة من هم بجانبي كانوا كبار السن، وثمة من هم شباب، والجميع «مُقعيين» وأنظارهم للشاشة. ومع رؤيتنا لمشاهد الدمار، ودماء الأطفال والنساء، وصرخات المستنجدين من أبناء الحبيبة فلسطين، كلها مشاهد دمعت لها أعيننا، إلا أن ما بداخل أعيننا لم تكن دموعاً فقط، بقدر ما كانت أسئلة بشكل دموع، وعلى نحو: «ما الذي نفعله؟! وما الذي فعلناه؟!».
لن نموت كمداً، وإن كانت رسائل كثيرة وصلتني من خلال سؤال حاولت الاستقصاء فيه على صفحتي الشخصية في «فيسبوك» عن الأثر في نفسيات اليمنيين جراء الحرب في غزة، تلك المحبطة، إزاء الحاصل المرئي والمسموع في شاشة التلفاز الوخيمة. كثير منهم أخبرني بأن أباه أسعف فوراً إلى المشفى، وآخرون أنفسهم أصيبوا بتوترات نفسية وارتفاع ضغط الدم والسكري؛ غير أننا مع ذلك كله لن نموت حزناً.
ما هي إلا لحظات، وانقشعت عنا الغُمة: «هدهد سبأ أعلن النبأ»: استهداف ومواجهة محتدمة وضارية مع كيان العار في بحرنا العربي. إنهُ حد توصيف الشاعر المتنبي: «الشرف المروم»، الذي لن نقتنع دونه، أو الموت دونه، من فرط القهر والكمد، وفاء وعرفاناً لهذا الشعب.

أترك تعليقاً

التعليقات