حرب «إسرائيل» الخائفة!
 

طه العزعزي

طه العزعزي / لا ميديا -
تعيش "إسرائيل"، وإلى جانبها الولايات المتحدة الأمريكية، حالة قلق وخوف دائم جراء تمكن دول محور المقاومة من مضاعفة انتصاراتها على مستويات عدة، منها تطوير قدرات سلاح المنظومة الصاروخية بعيدة المدى التي يمكن لها سحق أهداف "إسرائيلية" وأمريكية في المنطقة ووصولها كذلك إلى العمق الاستراتيجي بقدرة فائقة، وانصهار هذه الدول في بوتقة سياسية واحدة وجسد واحد.
وإزاء امتلاك مكون أنصار الله -ضمن خط المقاومة- لأفتك أنواع الأسلحة، بالإضافة إلى تكتيك قتالي وعنصر مشاة عسكري متقدم أحرج الدول العالمية التي شاركت في العدوان على اليمن، كذلك إنجازاته المتحققة على أرض الواقع سواء في الجبهات أم من خلال شل مراكز قوى العدوان وتركيع اقتصادها وقوتها العسكرية، إزاء هذا كله، قبلت "إسرائيل" بحرب كلامية مهزوزة كما تتبدى في كل مرحلة يظهر فيها محللوها وقادتها السياسيون والعسكريون.
ذات مرةً، نشرت جريدة "إيلاف" مقابلة أجرتها مع متحدث جيش الاحتلال الصهيوني، هيداي زيلبرمان، ضمن مساعي تطبيع الوعي الإعلامي والسياسي بين "إسرائيل" وبعض الأنظمة العربية التي ترى أن مصالحها الأمنية باتت في علاقة تشاركية مع مصالح "إسرائيل" الأمنية والوجودية في المنطقة.
تنكسر "إسرائيل" لأكثر من مرة أمام محور المقاومة، رغم أنها في حالة دائمة لاستخدام الحيل لأجل مواكبة تجهيزاتها وتخطيطاتها لـ"حرب خاطفة" كما صرح مسؤولوها العسكريون وكبار قادتها غير مرة، كانت "صفقة القرن" حيلة ضمن ذلك، والتطبيع أيضاً، والوعود الخلابة بمستقبل آمن لدول "الشرق الأوسط" من المطبعين يصب في هذا النهج من الخط الحيلي الخائف.
تعتبر "إسرائيل" ومنذ التشكيلة الأولى لدول العدوان رأس الحربة، بل إن السعودية تقود هذا العدوان بإشارة وإيعاز من قبل أمريكا و"إسرائيل"، وبمخططاتهما.
إن "الحرب الخاطفة" التي دائماً ما تهدد بها "إسرائيل" في حروبها مع العرب كما حدث سابقاً مع سورية ومصر وكذلك مع حزب الله في لبنان هي في حقيقتها حرب خائفة، نظراً لأنها غير قادرة على خوض حرب طويلة على امتداد المحور المقاوم، وإذا ما تم تفجير هذه الحرب من الداخل الفلسطيني، ونقل المعركة إلى هناك، فإن الأمر سيعلن زوال هذه الدولة الاحتلالية إلى الأبد.
لدى إيران ما يكفي من فائض القوة العسكرية للرد على هذا الكيان المغتصب إذا فكر ولو حتى مجرد محاولة لمواجهة إيران بطريقة مباشرة، ولديها أيضاً مفاعلات نووية في أكثر المناطق تحصينا، يجعلها أيضاً تقوم بتفعيل أسلحة المنظومة الصاروخية والطيران المسير لدك العدو في أماكن تواجده.
أخيرا، ليست "إسرائيل" بالقوة المزعومة، بقدر ما هي خائفة من مواجهة محور المقاومة، بعد أن أصبح هذا المحور قوة عظمى تهدد كيان هذا العدو. الإيحاء المباشر بأي رد سيكون أشد من أي وقت سبق، ومن قبل أنصار الله بالتحديد، وقد اعترفت "إسرائيل" ذاتها عن طريق متحدث جيشها، هيداي زيلبرمان، بامتلاك "الحوثيين صواريخ يمكنها الوصول إلى العمق "الإسرائيلي"، ولننتظر السيناريو الجديد لكل ذلك ذات يوم، ونحن مستعدون للمواجهة بالدم لا بالكلمة فقط.

أترك تعليقاً

التعليقات