الشحاذة «فن إصلاحي»
 

طه العزعزي

طه العزعزي / لا ميديا -
لا يظهر حزب الإصلاح اليوم سوى بالمظهر الذي كان عليه في السابق، ولا مفاجأة قد تبدو جديدة في هذا الصدد المطروق الذي يُبرز جانباً من الفصول الفنية للشحاذة لدى الإصلاحي حتى في فكرته التأسيسية، فالصورة الماثلة لدى هذا الحزب الرخيص لا تنفك وظهور شالات الشحاتة المفروشة وصناديق التبرعات على أبواب المساجد كحيلة تسلقية أدار بها هذا الحزب ماكينة عجزه للمتاجرة والدخول به في سوق الاستثمارات السياسية والدينية الهادفة للربح والنهوض على حساب قضية فلسطين التي ظل يغازل بها جيوب وعواطف اليمنيين باعتبارها مركزا حساسا لنضالاتهم المُقدسة.
اعتبر الإصلاح منذُ بدايات تأسيسه الشحاذة فناً أساسياً للنهوض بحزبه، فناً يحتاج إلى عقلية ومهارة كبيرة وخفة يد، وقد ابتكر لذلك قضية حساسة ومركزية ومهمة مثل "قضية القدس" لغرض تجميع أكبر قدر من الأموال لصالح قياداته والمتاجرة بها أيضا، ومن يلاحظ بالقياس والإحصائيات ما وصل إليه التجار الإصلاحيون داخل اليمن وخارجها من امتلاك أرصدة نقدية لن يشكك أبدا في صحة ما نقوله هنا.
ففي كل مرحلة حساسة من تاريخ اليمن لم يكن بالصعب على هذا الحزب تطوير فنياته (فنونه) القائمة على التسول لجلب الأموال، ومن ضمن طرقه القصيرة في سبيل ذلك، الطريقة الأكثر خطراً، فكرة "تكفير الأموال" وتحريمها من قبل رجال الدين التابعين له، هذه هي إحدى بدايات التحايل لسلب الأموال من البسطاء، البداية التي سيقت لأجل ضمان مستقبل تواصل السرقات لصالح هذا الحزب.
شيئا فشيئا توغل هذا الحزب في فنه وأصبح تاجر حرب، وذلك في الفترة الزمنية منذُ ثورة فبراير مرورا بالعدوان ووصولا إلى هذه المرحلة، وقد ساعده في ذلك كله ارتباطه والتصاقه بالمال السياسي الآتي من الخليج، والمتاجرة بالأزمة الإنسانية من خلال أموال المنظمات الغربية وبيع ثروات اليمن وآثارها للسعودية وقطر وكذلك لكوريا والصين وتركيا ودول أخرى كثيرة، وليست ثروات مأرب وشبوة إلا مثال بسيط على ذلك، فها هم الإصلاحيون اليوم يملكون العقارات والعديد من المنازل في المنامة وإسطنبول نتيجة تجارتهم بمعاناة الشعب اليمني، وقد لا تتوقف النتيجة عند هذا الحد من الحصاد المفزع.
أخيرا، لا أريد لهذا الحزب البقاء، لا أريد له ذلك كي لا ينجح في جعل أجيال المستقبل أجيالاً من الشحاذين، لا أريد له أن يظل بجانب القوى الوطنية في المستقبل لأنه عاجز وغير قادر البتة على صنع حيوات مستقبلية تسهم في النهوض وترفع من قيمة ومكانة اليمني، لا أريد له البتة ذلك لأنه كشف عن سوء عمالته، فعلا لا أريد له البقاء، 

أترك تعليقاً

التعليقات