الشهيد الصماد والمرحلة الصعبة
 

طه العزعزي

طه العزعزي / لا ميديا -
تكاد تكون فترة حكم الرئيس الشهيد صالح الصماد هي الفترة الأصعب من بين فترات ومراحل حكم الرؤساء الآخرين في التاريخ اليمني، خصوصاً بعدما تجلت أحداث كبيرة زلزلت اليمن والوطن العربي برمته، حتى أصبحت البلاد أشبه ما تكون بواقفة على فوهة بركان، نتيجة تراكمات تاريخية حدثت في أزمنة سابقة من تاريخ اليمن المعاصر، والتي تسبب بها رؤساء اليمن السابقون وتدخلات الجارة الجائرة، بالإضافة إلى الأحزاب الأخرى التي أخفقت في التنمية الاقتصادية وفي ابتكار مشاريع بناء سياسية جامعة، كما أخفقت في مواكبة مسيرة التطور الحضارية والخروج باليمن من مستنقع الحرمان المدقع والجهل أيضاً.
صالح الصماد هو الرئيس الأول بالنسبة لمدرسة المسيرة، وهذا لن يكون سوى موقع مسؤولية، إذ يقع على عاتقه تطبيق الأنموذج والمشروع القرآني الذي لا بد أن يضاهي كل مشاريع الرئاسة والحكم السابقين، بالإضافة إلى إبراز مشروع المسيرة القرآنية التي جاء منها وتشرب أفكارها ومعالمها القيادية والتربوية على يد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) في سنوات سابقة.
في الفترة التي أخذّ زمام حكمها الشهيد والرئيس صالح الصماد لم يكن من السهل على قيادي ولا في أي موقع حزبي آخر أن يحتل صدارة الحكم ويعمل على تطبيب الجرح السياسي الكائن بين بعض المكونات الحزبية كما فعل الرئيس الشهيد صالح الصماد وبكل روح مؤمنة وواثقة بالله. إن الرئاسة ليست سلماً ولا مغنماً، كما أنها ليست موقعاً لتجميع الأرباح وبوابة للتعاملات الزبونية مع وكلاء سياسيين ومشيخات آخرين تجمعهم سرقةً واحدة وهي سرقة هذا الوطن. هكذا تعلمنا في فترة حكم الرئيس الشهيد صالح الصماد، بل إننا تعلمنا وأكثرنا يندهش حين يتذكر في غير مرة أن الرئيس الشهيد صالح الصماد رحل عن الحياة دون أن يترك لأسرته ولو منزلاً، ما يعني أن رئيساً لدولة هو أفقر ما يمكن أن يكون عليه مواطن من مواطنيه، وهذا هو الخط الذي يمشي عليه قدوات مسيرة المستضعفين بكل روحية مسؤولة وبعقل وقلب قرآنيين.
المرحلة الصعبة ليست سوى الوعي الصعب في أبرز تجلٍّ نظري لها، وإلا ماذا ستكون غير ذلك؟! وليس من مرحلة صعبة ظهرت متشعبة بخطورتها وبتراكماتها السياسية كالفترة التي بدأ فيها الرئيس الشهيد صالح الصماد حكمه. لقد كان وعي الصماد في غير تقزمٍ أمام سطحيات وأغوار القضايا المتعلقة مع بعضها في الواقع اليمني. ولذلك بدأ الرئيس الصماد باجتراح المعالجات وابتكار أبرز الحلول لها وإذابة روح الثارات السياسية البينية، وتقديم خطاب رؤيوي ووطني غير جامد، وعمل على تقريب المسافة بين مكونات عدة، ووجه روح العداء وبوصلته صوب العدوان، وعمل على تفعيل مشاريع ورؤى استشرافية ناجعة لحرث الأرض لتأمين الاكتفاء الذاتي، كما أنه قاد بروح المسؤولية انتصارات تصنيعية وظهر في فترة حكمه أول معرض عسكري، بالإضافة إلى أنه وكان مستشعراً للقيم الجهادية لم يكن سوى نزيل الجبهات والمواقع العسكرية لأكثر من مكان. هكذا ظلت البلاد والصماد 18 شهراً كانت هي فترة حكمه حتى لقي الله شهيدا.

أترك تعليقاً

التعليقات