أسرع من الرصاصة أقرب إلى النصر
 

طه العزعزي

طه العزعزي / لا ميديا -
الانتصار، أو فلنقل الانتصارات التي حظيت بها اليمن خلال هذه المعركة، أزعم أنها لم تحدث خلال تاريخٍ يمني طويل، ربما لم تحدث مثلها منذُ أكثر من خمسة قرون، فعظمة هذه الانتصارات قد جلبت معها مفتاح الحل اليمني، الحل للدخول إلى المستقبل المفتوح وحضارته بسلامة التقدم والبناء وبعمق الأصالة وبوفرة زكاء النفس والعودة إلى الله وبروح الثورة الحسينية ومنهج آل البيت.
لا يوجد لغة دقيقة وحساسة يمكن لها أن تعبر عن حال الانتصارات التي حدثت لليمن واليمنيين في هذه المرحلة المهمة من تاريخه الحديث، انتصار على المستوى العسكري وتصنيع الأسلحة والصواريخ، وتطوير منظوماته، وانتصار على المستوى الثقافي والفكري والزراعي والوطني أيضاً.
وإن من أرقى معاني النصر التي حدثت لهذا الوطن، تتجلى في حرث الأرض. لقد كانت الأرض اليمنية مهزومة، وهزيمتها لم تكن تحدث إلا بأيدي بنيها أولاً، وأيدي منظمات الغرب، وتغاضي السلطات والحكومات السابقة، وخطط الغزو المدبرة من قبل المملكة السعودية، وبعض دول الخليج التي لا تريد أن يكون لليمن صوت، أي صوت.
أي عقل هذا الذي سينكر على اليمن انتصارها، أو سيشكك في صدق حربها ضد الهيمنة الأمريكية و"الإسرائيلية" وضد الوصاية السعودية والغزو الإماراتي؟! أي عقل هذا الذي سيقارن الجنود الحفاة بعدوهم المدجج بأحدث أنواع الأسلحة، ثم يرقب لحظة إحراق دبابات العدو بولاعة؟! أي عقل هذا الذي سيشك مرة بأن اليمني لن ينتصر وقد تكالبت عليه دول الشر قاطبة؟!
لقد انتصرنا فعلاً، انتصرنا في كل شيء، بالكلمة والصوت، بالفعل وبالحرف، بالرصاصة والصاروخ معاً، بالدم والدمعة أيضاً، وأيضاً انتصرنا حين كنا نقاتلكم في بداية العام الأول من عدوانكم، انتصرنا حين قاتلناكم بما كنا نملك وبما كنا نأمل. إن الانتصار بالنسبة لنا حق، حق كحقنا في الحياة، والخبز، والحرية، وككل الحقوق العظيمة والمُهمة في هذه الحياة، وما حدث حقاً هو أن "قووة القووة" التي كان يطلقها المجاهد اليمني فاقت خيالات قوة المدرعات والمجنزرات الأمريكية و"الإسرائيلية" التي اشترتها دول العدوان في حربها على اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات