الاقتصاد العُنصري!
 

طه العزعزي

طه العزعزي / لا ميديا -
لم يعد للمملكة السعودية كنظامٍ اقتصادي وكمؤسسة أكاديمية معرفية وثقافية أن تتقبل اليمني بهويته وصفاته المُرفقة به أينما وجد، على أرضه وفي أراضي الآخرين، وعلى أراضيها وهو الوقع الأشد عليها. إنه العداء الذي يُؤصل آلة العنصرية إلى أعلى مراتب النبذ المتحمس! وسواءً كان تواجد اليمني عاملاً أو أكاديمياً أو مثقفاً أو صحفياً أو سياسياً أو حتى خائناً لبلاده من أصحاب "الشرعجية" ذوي الضمائر الرخيصة فإن وجوده بات يزعج النظام السعودي ويكشف من ورائه لليمنيين كواليس ولائحة من العداء المبذول لمحاربة اليمني أياً كان!
خلال عقود مضت من تاريخ اليمن، لم تستطع سلطة عفاش أن تحفظ ماء الوجه المعيشي والكرامة الاقتصادية لليمني داخل بلده، في أن تنمي فيه روح البقاء داخل أرضه، وأن تبتكر له الطريق الأسهل لتأمين عيشه وتوفير احتياجاته ومتطلباته الأساسية من خلال إقامة مشاريع وبرامج وخطط عمل تنموية تستهدف أولاً المواطن وتساهم ثانياً في النهوض بالوطن ذاته. الأسوأ من هذا كله أن شخص الرئيس الخائن "علي صالح" كان يستلم راتباً شهرياً من السعودية ذاتها، بالإضافة إلى قائمة طويلة من مسؤولي الدولة وقيادات الأحزاب في الوقت آنذاك.
تتشابه عنصرية اقتصاد السعودية مع أمريكا من خلال تفعيل عدة ممارسات اقتصادية تمييزية، فقد عملت أمريكا جاهدةً على تغليب مواطنيها البيض على المواطنين ذوي البشرة السوداء، وتمكينهم من أكثر من 70% من ثروتها، وكذلك مارست سياسة الضغط على المكسيكيين الوافدين عليها. هؤلاء الأخيرون، المكسيكيين، يتشابهون في الواقع مع عمال اليمن المتواجدين في السعودية، من حيث حالة الجوار وقلة فرص العمل في بلديهم، إلا أن المملكة المهترئة أكثر ما تقوم بتفعيل روح العداء التاريخي وأسوأ من أن يحترم رأسمالها أرض اليمنيين المغتصبة التي يتواجد فيها على الحدود والتي يجري ترحيلهم منها.
في العام 1990، قامت السعودية بترحيل اليمنيين من داخل أراضيها. بالنسبة لليمنيين كانت الفترة التاريخية في ذلك العام حرجةً جداً، وقد ساهمت سياسة ترحيل اليمنيين لدى السعودية بحدوث حرب أهلية بين شمال وجنوب البلاد في عام 1994، بالإضافة إلى أنها أحدثت أزمة إنسانية لعدد كبير من اليمنيين.
إن تاريخ السعودية واقتصادها تاريخ يعج بالعنصرية والحقد ليس فقط تجاه اليمنيين، وإنما تجاه العديد من مواطني البلدان الأخرى، فقد مارست سياستها هذه مع الليبيين والمصريين والهنود والقطريين... بل ومارستها وتمارسها مع أبناء البلد من الشيعة في المنطقة الشرقية وإن كان بأسلوب أخف وأقل وقاحة مما هو مع اليمنيين.
إن السعودية اليوم في مهمة سريعة لخطف جيب المواطن اليمني أو نزعه بالمرة، والسبب أنها لم تنجح في المهمة التي كُلفت بها من قبل أمريكا. هذه المهمة هي غزو اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات