غثاء الجزيرة العربية
 

محمد الوهباني

حين اخترع الألماني بول نيكو، قرصه الميكانيكي الدوار، عام ١٨٨٤م، لم يكن يدرك أن ابتكاره سيؤدي الى اختراع جهاز ينقل الصوت والصورة، ولتأتي شبكات تلفزيونية وقنوات إخبارية بالآلاف، وفي مختلف المجالات الفنية والرياضية والسياسية، وتبقى هذه القنوات ذات التأثير الأقوى في السياسة عالمياً وعلى المستوى الدولي، في كل الأحداث من حروب وحوارات وتحليلات ورؤى وأفكار، بوتيرة متسارعة حد التناقض.
عربياً للقنوات التلفزيونية تأثيرها على المشاهد، حيث تتبع كل قناة أيديولوجية ما أو برنامجاً يخدم هذه الدولة أو تلك، وحسب الممول المالي، في تناقض إضافي لتناقض مشاريع سياسية فجة حد الاصطدام والمواجهات العسكرية.
وفي الوقت الراهن يرى المشاهد هذا واضحاً في القنوات التلفزيونية، وهي مصدر الخبر الذي تتلاعب هذه القنوات بصياغته وإخراجه، كل بالشكل الذي يخدم سياسة هذا المشروع أو ذاك.
كل هذا التحيز يأتي على حساب الحياد الإعلامي والمهنية بنقل المعلومة والخبر، لا حياد في وسائل إعلامية تسطر مفاهيم وتنقل خبراً وتحلل معلومة على قياس الدولة وسياستها أو الداعم الرئيسي أو أجندة ما.
الغريب أن البعض لايزال يعتقد ويؤمن بحيادية هذه القناة أو تلك، وسط فبركات إعلامية حد عدم احترام شخصية المشاهد.
هذا التناقض وعدم الحيادية واضح في ما يجري من أحداث وحروب في الوطن العربي بوجه عام، وفي اليمن على وجه الخصوص.
أبشع ما في هذه القنوات هو استغلال دم الضحايا وجثثهم بشكل لا إنساني مريع، لأغراض سياسية وأجندة مشاريع إقليمية ودولية، والمشاهد يسير مع كل هذا الغثاء بقناعات مرتبكة وانعدام الصورة الحقيقية لما يجري في الواقع، وما تعرضه قنوات تستمد رؤاها وسياستها بلا مهنية أو احترام للمشاهد (الجزيرة والعربية مثالاً).

أترك تعليقاً

التعليقات