عنجهية المال الخليجي
 

محمد الوهباني

في وضع عربي منقسم الى مستوى الاشتعال، وممزق الى أعنف أنواع القتال من دمشق الى صنعاء ومن بغداد الى طرابلس، هكذا يذهب العرب بعنجهية المال الخليجي كل مذهب لإحالة الأمة الى مجرد حطام لتنهكها المغامرات الطائشة وغير المحسوبة نتائجها سلفا..  الغريب أن يسوق البعض مبررات لكل هذا العبث، بأن الملوك صحوا بعد أن استطاعت إيران فتح حصار عليها دام طويلا، وهم الآن يتخبطون كمن استيقظ بعد نوم عميق على وضع مغاير. ويتناسى هؤلاء أن كل المؤشرات تدل على أنهم لا يزالون مجرد كمبرز في مسرحية أمريكية يلعبون هم أقذر الأدوار فيها، بدليل أن الذي يستيقظ يتخذ موقفاً مغايراً واتجاهاً معاكساً لما كان عليه، لكنهم سائرون بنفس الاتجاه ليعلنوا الحرب من قبلتهم التي يولون وجوههم شطرها. إنهم مجرد كيانات دخلت غيبوبة الموت وثلاجة الانبطاح منذ زمن بعيد، ورغم كل عواصفهم التي لم تعد قادرة على اقتلاع الأشجار الثابتة في تربة وطن تعود جذوره الى ما قبل التاريخ، الحزم هو العزم في وجه الاعتداء، والأمل هو الصمود المعانق جباهاً تطاول السماء شموخا ووضوحاً في ظل ساسة باعوا العرض والأرض بثمن بخس دراهم، ليبيعوا الوهم بالوهم، وليشتري الواهمون انتصارات إعلامية وعجزاً عقيماً عن إحداث شرخ في جبهة تستمد قوتها من قضية وطن وصمود شعب. هذا العجز يبدو الآن أكثر وضوحا ليس على مستوى خارطة اليمن، بل عجز كلي على مستوى المنطقة، فسوريا اليوم أقوى من الأمس.
 وإن انفراط سبحة العرب على أيادٍ ملوثة بالارتماء في مشروع مغاير لأحلام شعوبهم، لا يستدعي الدموع والنواح على مجد يزول وكيانات داخلة في غيبوبة الانهيار، بل يستدعي الاستعداد لغد مختلف يرسم الصمود معالمه والوضوح أبعاد خارطة ستكون أجمل بالتأكيد..

أترك تعليقاً

التعليقات