قمة الوقاحة
 

عبدالرحمن العابد

عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
في مشهد يختزل كل مظاهر الإفلاس الأخلاقي والسياسي، خرج رئيس وزراء الكيان الصهيوني باتهام مباشر لمصر بأنها المسؤولة عن حصار غزة!
نتنياهو، المتهم بجرائم حرب وإبادة جماعية، والمتورط في تدمير قطاع غزة وقتل عشرات الآلاف من المدنيين، يحاول اليوم قلب الحقيقة، ويلقي بجرائمه على دولة عربية مسلمة.
هذه التصريحات ليست زلة لسان، بل هي امتداد لخطاب خبيث تتبناه الصهيونية، اليهودية والمسيحية، وامتدادها الأخطر المندس (الصهيونية) داخل بعض الجماعات المحسوبة زوراً على الإسلام، والتي تكرر الاتهامات نفسها.
ما يقوله نتنياهو اليوم يكشف جزءاً من المخطط الكبير: هناك من يسعى لتفريغ غزة من سكانها تحت عنوان «المعابر المغلقة».
الهدف الحقيقي ليس فتح المعابر لإدخال الطعام والدواء، لا؛ بل فتحها أمام النزوح الجماعي والتهجير القسري، ضمن خطة ممنهجة لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.
السيناريوهات البديلة التي وضعتها المؤسسات «الإسرائيلية» والأمريكية لتهجير الفلسطينيين، إلى دول مثل ليبيا أو إندونيسيا أو أرض الصومال أو إثيوبيا، تظل مكلفة. النقل فقط عبر السفن يكلف المليارات. أما التهجير إلى مصر أو الأردن فهو من وجهة نظرهم السيناريو «الأرخص» والأكثر سهولة، من حيث النقل والخدمات والإيواء، وقد تحدث ترامب علناً عن ذلك منذ بداية العدوان.
نحن بالتأكيد مع الموقف المصري الرسمي الرافض لهذا التهجير، ونعتبره موقفاً قومياً مشرفاً يجب دعمه وتعزيزه. لكن في الوقت ذاته، نطالب مصر، من منطلق إنساني وأخلاقي، بإدخال الغذاء والدواء عبر معبر رفح، دعماً لصمود أهل غزة في وجه الإبادة والوقوف بوجه التهجير.
أما الموقف الأمثل، الذي نتمناه، فهو أن تقف مصر وقفة حقيقية إلى جانب غزة، دفاعاً عن أبناء الأمة الذين لحق بهم الكثير من الظلم والجرائم التي يندى لها الجبين.
في الختام، لا يمكن أن نقف يوماً في صف مجرم الحرب نتنياهو، كما يفعل «الصهاينة العرب»، الذين رددوا مزاعمه نفسها.
فمن يقفون مع القاتل ضد الضحية، لا يحق لهم ادعاء الغيرة على فلسطين.

أترك تعليقاً

التعليقات