عبدالرحمن العابد

عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
اليمن جزء من كوكب الأرض، الذي يشهد تقلبات حادة في المناخ، انعكست على حالة المزاج البشري عموماً، الذي عاد إلى حقبة الجاهلية. والجاهلية ليست مرحلة خاصة بالعرب قديماً فقط، بل هي صفة لازمت كل شعوب الأرض مهما اختلفت تسمياتها. وأخطر جاهلية على البشرية هي الجاهلية الأوروبية، أو ما يسمونها أوروبا ما قبل النهضة، فالجاهلية في كل أصقاع الأرض كانت خطراً على شعوبها ومناطقها، أما الجاهلية الأوروبية فكان خطرها يتجاوز حدودها على الدوام لمختلف أنحاء الكوكب.
منذ عقود ودول الرأسمالية المتوحشة، التي تتظاهر بحبها للسلام والحيوانات الأليفة، تقتل البشر بدون رحمة ولا هوادة، وكانت تلك الدول الأوروبية والأمريكية تتحدث عن خطر “الاحتباس الحراري” و”ثقب الأوزون” الذي سببوه، نتيجة العبث بالكوكب الذي نعيش فيه جميعاً.
ثم ينتجون الأفلام الوثائقية التي تصور انهيار جبال من الجليد في أقصى القطب الشمالي، وكأنها مسؤولية مزارع فقير بأقصى جنوب غرب القارة الأفريقية، وليست مسؤولية الغرب المتوحش.
وأخيراً، يأتي الغربيون ليتحدثوا معنا في دول العالم الثالث التي لا تنبعث منها جميعا غازات وسموم مجتمعة بقدر ما ينتج من ولاية صناعية أمريكية واحدة، أو من دولة أوروبية، ويقدمون النصائح (بمسوح الرهبان) عن ضرورة التخلص من الأكياس البلاستيكية التي لا تتحلل بسهولة!! وبوارجهم في الوقت نفسه ترمي مخلفاتها النووية والكيميائية على سواحلنا وشواطئنا وجزرنا مخلفة أكبر كارثة بيئية انعكست في نفوق آلاف الأطنان من الأسماك التي ألقت بها الأمواج إلى سواحلنا لتشكل خطراً بيئياً آخر بتحلل الأسماك النافقة وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار البكتيريا والفيروسات التي أبرزت أشكالاً جديدةً من الأمراض أودت بحياة المئات.
الرأسماليــة المتوحشــة وانبعاثاتها السامة ومصانعها التي تخنق الأرض، تسببت في موجة حر تضرب الكوكب وأزمة جفاف تهدد العالم بالتصحر، انعكست على أوروبا نفسها التي اشتدت حرارتها لتصل درجاتها من “لندن إلى مدريد” بالقرب من مستويات قياسية غير مسبوقة.
كذلك إيطاليا حذرت من أن نهر بو، أطول أنهارها، يعاني من أسوأ جفاف منذ 70 عاماً، مما تسبب في جفاف العديد من الممرات المائية الشمالية.
والبرتغال قالت إن الشهر الماضي كان الأكثر سخونة خلال 92 عاماً، محذرة من أن معظم الإقليم يعاني من جفاف شديد، وانخفضت مستويات المياه في الخزانات.
هذه بعض نتائج العبث الرأسمالي المتوحش بالمناخ العالمي وعدم احترام الطبيعة. فهذا الكوكب على وشك أن يحوله قاطنوه الرأسماليون، إلى كوكب غير صالح للعيش فيه.
لعل تغير المناخ بالفعل انعكس على طريقة التفكير الغربي الذي يسير بالأرض نحو الهاوية. وما التقوقع الحاصل تجاه موضوع الحرب الروسية الأوكرانية وانقسام الغرب المتوحش والتلويح بحرب نووية سوى واحد من أسوأ السيناريوهات الكارثية التي تسبب بها الغرب على مر التاريخ، لكنه هذه المرة ربما يرسم ملامح النهاية المأساوية للكوكب الأزرق.
بعدها -إن كان هناك بعدها- سيأتون إلى دول العالم الثالث ويتحدثون عن خطر الحروب وأهمية السلام للبشرية.

أترك تعليقاً

التعليقات