عبدالرحمن العابد

عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
بعد دخول "القاعدة" إلى دمشق، أصدر أمير التنظيم في الشام والعراق، المدعو "الجولاني"، قراراً بالعفو العام، وتم التقاط الصور له مع بعض الفتيات، ما جعل البعض يهلل ويصفه بأنه متسامح ومنفتح ورجل مثقف.
لكن من اليوم الثاني، بدأت تظهر فيديوهات تعرض مشاهد عنيفة يرتكبها عناصر عصابات الجولاني يمارسون فيها الضرب والصفع والحرق ضد أشخاص يستجدونهم أن يتركوهم في حال سبيلهم وتخفيف العذاب عنهم، وكانوا يبررون أفعالهم القبيحة تلك بأن ضحاياهم "من فلول النظام السابق"!
فهل كانت هناك حاجة لقرار العفو العام، إذا كانت هذه هي النتيجة؟! ولمن صدر قرار العفو؟!
استمرت مشاهد العنف والسحل بشكل يومي، ما جعل الناس في سورية يشعرون بالضيق من هذه الممارسات، فخرجوا للدفاع عن أنفسهم، فالأفضل أن يُقتل المرء وهو يدافع عن نفسه بدلاً من أن يذهب دمه هدراً دون أن يفعل شيئاً.
تفاقمت الأوضاع حتى وصلت إلى حد التنكيل وقتل الأطفال الرضّع، مع استمرار التهمة السمجة نفسها بأن ضحاياهم "فلول النظام السابق".
كان المشهد واضحاً حول مصير الأمور. والمتوقع أن يؤدي كل هذا إلى احتراب داخلي، بسبب السياسات الحمقاء التي تسامحت مع احتلال الأراضي السورية وأعلنوا الدعوة لحسن الجوار مع كيان الاحتلال، بينما يتم تصفية العشرات والمئات يومياً بذريعة أنهم "فلول النظام السابق".
لا تزال الأيام حبلى بالكثير في سورية، والأمر لن يتوقف عند هذا الحد، وسيصل إلى ما هو أسوأ بكثير.

أترك تعليقاً

التعليقات