دروس يمنية
 

عبدالرحمن العابد

عبدالرحمن العابد / لا ميديا -
خلال الأعوام الماضية، قدمت اليمن بمقاومتها للهيمنة دروساً لكل من روسيا والصين، مما شجعهما على التجرؤ على أمريكا.
الآن، ستقدم اليمن دروساً جديدة تستفيد منها كندا والدنمارك وبنما والمكسيك الذين يراقبون الأحداث بصمت واهتمام. وعندما يتأكدون من أن هيمنة أمريكا مجرد فكرة مغروسة عبر الإعلام والسينما ومبالغات عملائها في دولهم، سيبدؤون التحرك الجاد ضد هيمنتها، ويمتلكون الثقة في قدرتهم على هزيمتها.
البعض قد يسخر من هذا الكلام ويرى فيه مبالغة وأننا نعطي لأنفسنا أكبر من حجمنا لكن الأيام كفيلة بأن تثبت هذا القول، ستتعلم كل دول العالم كيف يمكن لها أن تقف بوجه أمريكا وتنتصر عليها وفق إمكانياتها...
لقد خسرت أمريكا الحرب في فيتنام وفشلت في الصومال وغادرت فارة مذعورة من أفغانستان وهُزمت هزيمة نكراء على يد أبناء اليمن.
لكن يكفي فيلم أمريكي حربي واحد ليلغي كل هذه الحقائق ويتحول الشخص إلى روبوت ليردد دون وعي: أمريكا ستنتصر..
لتعرفوا مدى ثقة اليمنيين في قدراتهم، يجب أن نتساءل: لماذا أطلقت القوة الصاروخية اليمنية صاروخا واحدا نحو الكيان الصهيوني؟ بينما تطلق معظم الدول رشقات صاروخية متعددة مدعومة بطائرات مسيرة لتحقيق أهدافها «وغالباً ما يتم إسقاط العديد منها»، تُطلق اليمن صاروخا واحدا.
هذا ليس رأيي الشخصي فقط، بل هو ما ذكرته بعض الصحف الغربية والمواقع الأمريكية، التي اعتبرت ذلك دليلاً على الثقة بالنفس، وأرادت إيصال رسالة محددة.
وبالفعل، اجتاز الصاروخ جميع الفرقاطات والسفن الحربية وحاملة الطائرات الأمريكية التي تملأ النصف الشمالي من البحر الأحمر، ومر فوقها دون أن تتمكن من إسقاطه، ووصل إلى الأراضي المحتلة متجهاً نحو صحراء النقب، وفوق مفاعل ديمونة حتى وصل للقاعدة العسكرية نيفاتيم مما جعل المتدربين «الإسرائيليين» ينبطحون على وجوههم، بينما كانت صفارات الإنذار تدوي في الأجواء.
أمريكا ليست آلهة، وليست على كل شيء قدير..
ولتفهموا مدى سعي أمريكا لمحاولة الظهور كقطب وحيد في العالم إعلامياً واتفعل ما تريد في الواقع، لا شك أنكم تابعتم أخبار الاتصال الهاتفي الذي جرى قبل بومين بين بوتين وترامب، وتم فيه إعلان الاتفاق بإيقاف الحرب في أوكرانيا لمدة ثلاثين يوماً.
هذا الإعلان الذي صرح به ترامب بكل تفاؤل بادئ الأمر سرعان ما تحول «بقدرة قادر» إلى مجرد إيقاف للهجمات على «البنى التحتية ومصادر الطاقة» فقط لا غير.
واليوم، الحرب «ما شاء الله» مستمرة ومشعللة الدنيا بشكل كامل والقوات الروسية تتقدم في أوكرانيا، وكأن الاتصال لم يحدث وترامب لم يصرح.

أترك تعليقاً

التعليقات