يهوذا الخائن
 

محمد الوهباني

لا يتطلب الاعتقاد أن يكون الشيء حقيقة فعلاً، ولكن ما يتطلبه هو الاعتقاد بأنه حقيقة، والاعتقاد هو الأساس الذي نبني عليه كل أفعالنا، ويخطئ البعض في اعتقاداتهم، وتذهب بهم الأماني والظنون إلى تصور أن معتقداتهم هي الحقيقة التي لا تقبل الجدل أو حتى المناقشة، وبهذا تصير أفعالهم مجرد محاولات طائشة ويائسة.
 بهذا المنطق كان العدوان الخليجي باعتقادات لا صلة لها بالحقيقة والواقعية، وحلقت طائراتهم فوق بلدٍ يجهلون تماماً قدرته على التحمل والصمود والرد، وفي الساعات الأولى اعتقدوا أن باستطاعتهم قلب الطاولة على اليمن خلال أيام لا تتعدى أصابع اليد، وذهب بعضهم في طيشهم حد السخرية وهم يصرحون بماذا سيحاربوننا؟ بالسيوف؟!
وبعد ٧٢ ساعة كان ناطقهم ينعق ويزمجر كأسد من خشب ويتبختر كمغرور: لقد قضينا على ٩٠% من قوتهم، بحساب خاطئ واعتقاد واهم يذهب شططهم الباذخ بعدمية الرؤية وانعدام التقدير.
 وتمر الأيام والشهور وكل اليمنيين يعضون أناملهم تشوقاً وانتظاراً لصافرة الرد، ويتأخر حتى يظن العدو أنه العجز، وبعد ٤٠ يوماً صارت الصورة مختلفة، صارت السيوف اليمنية الأصيلة تغرس النصل في خاصرة نظام عائلي مقيت، وتدمي أورام وهم اعتقادات ساذجة، في الوقت ذاته كان خنجرك أيها الـ(...) مغروساً في قلب وطن ينزف بسببك مقابل اللاشيء، وربما مقابل فتات من صك قادة غارقين في صحارى العمالة والارتماء في أحضان شهوة المال وغريزة الحكم بطريقة مقرفة حد الخيانة...
ليتهم يرون أقدامك الدامية وهم على ضفاف لياليهم الباذخة في عاصمة الترف...
أراك أكثر لؤماً من خائن أبيه... أو من يهوذا الذي خان معلمه في عشائه الأخير.

أترك تعليقاً

التعليقات

علي الكبسي
  • الأثنين , 9 يـنـاير , 2017 الساعة 12:28:05 PM

احسنت يا سيدي لقد، ربطت الاحداث بالقضية و استشهدت بالامثلة حتى انه لم يفتك الموقف الوطني القوي للفنان السوري حازم شريف عموما مقال ووتقرير في، نفس الوقت و هذا ذروة الابداع