صنعاء تكتسي حلى الشرفاء الأحرار
 

إسماعيل علي

كعادتها وكما عودتنا عبر التاريخ في رسم معالم حضارتها عبر بصمات خاصة يمنية بامتياز بعبقها الحضاري، بأصالتها، بعروبتها، بنخوتها إلى مانية العريقة... تحتفي عاصمة العواصم صنعاء الإباء والصمود، بمرور عامٍ من العدوان السعودي على إلى من أرضاً وإنساناً، مكتسيةً حُلل الشرفاء الأوفياء، إيماناً منها برد الجميل لمن هم أهل الجميل، الذين وقفوا جنباً إلى جنب مع شعبنا إلى مني في معاناته جراء عدوان غشوم، ومظلومية لم يتعرض لها أي شعب في المنطقة، في ظل صمتٍ عربي وعالمي غير مسبوق في سجلات التاريخ وفي ملفات الأحداث، فإن دل على شيء إنما يدل على عظمة وقدرة هذا الشعب الذي كُتب عليه أن يخوض معركة غير متكافئة مادياً نيابةً عن المستضعفين، وعمن سلخت جلودهم أموال البترودولار...
تعبيراً عن الوفاء ورد الجميل، صنعاء تكتسي وتتزين شوارعها العامة بصور هامات وقامات عربية وعالميه راهنت على عدالة القضية التي يدافع الشعب إلى مني عنها، منتصراً للقيمة على المادة في زمن مصادرة الحقوق وغياب روح العدالة والانتصار للجلاد من الضحية...
فمنذُ الساعات الأولى التي تفصلنا عن الانتصار الأسطوري، سارع الشعب الكريم الوفي بتكريم هؤلاء الشرفاء... ما يلفت النظر هنا ليس تعليق صورة هنا أو هناك، إنما يشد الانتباه هو قدرة المينيين على الإحسان ورد الجميل حتى في الظروف الحرجة؛ فهذه القوة المعنوية التي يتشبع بها الإنسان إلى مني رغُم عامٍ من استهداف هذه الطاقة بشتى الوسائل؛ لدليل دامغ على استثنائيته وأصالته ورسوخ حضارته في عمق التاريخ...
فكل هذا الاستهداف العشوائي اللامسوؤل؛ للدليل آخر على جهل أولئك بعظمة، وحلم، وتسامح شعب لطالما فتح بوابة صدره بوسع المحيط الهندي، لنصرة ونجدة الملهوف، واحتضن بين ذراعيه قضايا أمته، جاعلاً منها الأولوية على رفاهة وعيش أبنائه.
(فما هكذا يا سعد تورد الإبل).. على قوى العدوان أن تثوب قليلاً، لتفتش عن مواطن غير مواطن الموت والخراب، بعد مرور عامٍ من الفشل الذريع في تحقيق أي هدفٍ من الأهداف التي أُعلنت يومها...
فبجرة قلمٍ تنقش اسمك فوق صخورنا وفي قلوبنا وعلى قممنا ومعالمنا الحضارية وإرثنا الثقافي، وبأزيز F16 تحفر في ذاكرة الأجيال مستقبل الحقد والكراهية بحجم عدوانك.
بكل أنفةٍ وفخرٍ واعتزاز نرتشف نشوة الصمود والنصر الآتي لا محالة، مع أولئك العظماء الأوفياء الأحرار من كتابٍ ومفكرين وعلماء وأدباء وصحفيين وإعلاميين وأحزاب وجماعات من شتى بقاع العالم...
وبكل لغات أهل الأرض سنكتب فوق أشعة الشمس: هنا الشعب إلى مني.

أترك تعليقاً

التعليقات