لا عاصم لكم من حمم بركاننا
 

إسماعيل علي

حتى اللحظة والصمت المطبق مخيم على الإعلام السعودي وحلفائه عن بيان ملابسات (بركان 2) الذي دق جرس البوابة الغربية للعاصمة الرياض؛ تنذر بفتح مرحلة الحرب المفتوحة بطرازها الباليستي..
حقيقة هي لحظة حرجة جداً يتيه فيها النظام السعودي.. لحظة تخبط، لحظة دوران، لحظة ذوبان الأعصاب الفولاذية، لحظة ارتعاش الأقدام مع الرأس..
فعاصمته الزجاجية باتت عرضة للباليستي اليمني الأصيل، وبروجهم العاجية التي بنوها في ذهنية العالم 60 عاماً بكونها القوة المقدسة التي لا تمس، تلاشت بلمسة زر بزمن يقدر بين 4 و8 دقائق استغرقها الباليستي اليمني.
لمسة زر قلبت الطاولة على الجميع.. لمسة زر بعثرت كل الأوراق من المحيط إلى الخليج.. لمسة زر غيرت قواعد اللعبة، وجن الحكم.
لمسة زر حجبت الملك سلمان عن لقاء عبد ربه في الموعد المحدد، وأعادت الثاني إلى سقطرى.
فما بين زقر وسقطرى غرقت عشرات الكتائب والمعدات الجنجويدية والإماراتية.
وما بين شرفة فندق - تتنامى فيه الأحلام الأوهام - وشرفة سفينته البحرية يرصد الدنبوع وطناً غادره مكرهاً ولن يعود إليه مختاراً.
لمسة زر أفعمتنا نشوة الحرية، وأطعمتنا حلاوة صبر عامين من الصمود والمعاناة.
بالفعل هي لحظة تاريخية رسم معالمها صمود شعبٍ بصبره ودموعه؛ فاستحق الفوز بنتائجها بتدوينه في كتاب التاريخ مرة أخرى رمز الأصالة والحضارة.. كتاباً تدرسه الشعوب جيلاً بعد جيل.
وفي الوقت نفسه، هي فرصة سانحة قد لا تتكرر في كتاب الحياة؛ للنظام السعودي، بإعادة النظر والتساؤل عن ماذا بعد؟ وإلى متى؟
للبحث عن إجابة عملية تخرجه من تجاعيد رمالنا، وتنقذه من غضب موج بحارنا، وتحميه من حمم بركاننا.. لا عاصم لك اليوم من بأس رجالنا؛ إلا التعقل والعودة إلى المسارات الحقيقية للحل ونبذ التهور؛ بالنزول من فوق الشجرة والرضوخ إلى الأرض بدون علوٍّ ولا استكبار.
خذ نفساً طويلاً؛ لأن حربنا عنوانها (النفس الطويل).. طوق النجاة إذا لم يحسن استخدامه يكون هو السبب الرئيسي للغرق والهلاك..
وعليك ألا تنسى أننا شعب كريم قد يعفو عن الكثير على قاعدة الندية لا العبودية.

أترك تعليقاً

التعليقات