الصمت لا يليق بكم..!
 

إسماعيل علي

من ستينيات القرن الماضي كان الشعب اليمني هو المتصدر الأول لاحتضان القضايا العربية والإسلامية، فقد كان يأخذ على كاهله النصرة والتأييد، ونجدة الملهوف.. انطلاقًاً من ثوابته القيمية والعروبية الأصيلة المتشبع بها أباً عن جد..
يجول بخاطري بعض الأسئلة للشعوب العربية:
هل نسيتم أم تناسيتم المسيرات المليونية التي كانت تجول في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات اليمنية الأخرى، لنصرة الشعب الفلسطيني، والعراقي، والأفغاني، والبوسني؟
هل نسيتم المبالغ المالية التي كان يقتطعها الشعب اليمني من قوته لنصرة الشعب الفلسطيني طيلة 4 عقود من الزمن؟
ألم تقرأوا تقارير مفوضية اللاجئين للأمم المتحدة بأن عدد اللاجئين الصوماليين بلغ مليون لاجئ في اليمن عام 2008م؟
هلا سألتم يومًا ما لماذا عشرات الآلاف من الشعب العراقي اجتاز الجزيرة العربية ليستقر في اليمن منذ التسعينيات وحتى اللحظة، لأن مشائخ وأمراء الخليج رفضوا استقبالهم في أوطانهم، فاحتضنهم اليمن؟!
هل نسيتم أم تناسيتم موقف الشعب اليمني من الحرب البوسنية، والحرب الأفغانية، حين مدهما بالمال والرجال؟
هل نسيتم أم تجاهلتم دعم الشعب اليمني للمقاومتين الفلسطينية، واللبنانية، بالمال والرجال والموقف؟
ألم تتغنوا يوماً ما بأنشودة (وين الملايين.. الشعب العربي وين)، فلم يستجب إلا الشعب اليمني؟
.......
الصمت لا يليق بكم..!
وبعد مرور أكثر من عامين من الحصار والنار.. لم نسمع حتى أنينكم..
الصمت لا يليق بكم..!
فليس من شيم العروبة السكوت عن حصار، وقتل، وتجويع إخوانكم اليمنيين..
إذا لم ترد أن تكون مع المظلومين ولو بالكلمة؛ فاحذر أن تكون في صفوف الظالمين وأنت في عقر دارك..
كذلك إذا لم ترد لنفسك أن تحظى بنشوة العزة والكرامة والنصر؛ فكن على يقين بأنك ستتجرع مرارة الهزيمة والذل والهوان، ولو كنت فوق أسرّة الملوك تلبس ديباجًا من حرير..
لك الله يا شعبنا العظيم؛ كم أنا فخور بك وبعظمتك وبصمودك، وبإيمانك، وبتمسكك بقيمك وأخلاقك المستوحاة من الدين الحنيف، والأصالة العربية..
 فكم أنا شاكر لله أن خلقني يمنيًا، وفي هذا العصر بالتحديد؛ لأرصد حركة التاريخ، والسنن الكونية التي يشرف عليها مكور هذا الكون ومن فيه..
وفي الأخير:
لنا موعدٌ للنصر عما قريب، سيطل علينا من حدقات شيوخنا الشاخصة إلى الشمس، وسيطلع سناه مع سنابل القمح من رياض الشهداء الممتدة في سهولنا، وجبالنا، وصحارانا؛ من سواحل عدن وحتى جبال نجران.

أترك تعليقاً

التعليقات