ثالوث «شرعوي»!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / #لا_ميديا -

صرنا اليوم أمام ثالوث أشد فتكا باليمنيين من «ثالوث الجهل والفقر والمرض» الذي لا يذكر يوم «26 سبتمبر 1962» إلا ويذكر عنوانا عريضا له وما تلاه من أحداث ومازال يتصدر أحاديث ذكراه، وسط تجاهل متعمد وكلي لثالوث جديد أفتك باليمنيين، يواصل نهشهم منذ 8 سنوات، وبصورة أكبر منذ 5 سنوات.
هذا الثالوث الفتاك والمسجل حصريا باسم سلطة «هادي وتجمع الإخوان»، يتألف من «القصف والحصار وقطع الراتب»، وينتج مجتمعا «الفقر والجوع والمرض والتشرد والحرمان والقهر والموت».. نعم 7 جوائح رئيسة تواصل الفتك باليمنيين كافة منذ العام 2011م، وبصورة أكبر منذ 26 مارس 2015م.
لكن الأدهى أن ثالوث ما يسمى «الشرعية» وجوائحه السباعية المتجاوزة كارثيتها الأوبئة السبعة الأشد فتكا عالميا؛ ممول ومُجاز إقليميا ودوليا وأمميا، بحق اليمنيين وحدهم دون غيرهم من البشر، كما لو أن حكما دوليا صدر بإبادتهم، واستثناهم من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية!
كيف؟! ولماذا؟! وبأية شريعة أو شِرعة أبيح اليمنيون لهذا الفتك المتواصل بثالوث «الشرعية» وجوائحه السبعة؟! لا أحد في هذا العالم الغارق في فوضى «تنميط القطيع»، ولا في «المجتمع الدولي» المنافق، يستطيع إيجاد أي مسوغ قانوني يجعله مشروعا، أو يلبسه بالحق عدا مسوغ السطوة «الإنجلوصهيونية»، ومال «البترودولار»!
ما ذنب 25 مليون مدني، ثلثاهم من الأطفال دون 14 عاما، وربعهم من الكهول، ونصفهم من النساء، حتى يعاقبوا جماعيا بسبع جوائح فتاكة ينتجها ثالوث سياط إجرامية، غير مسبوقة في اجتماعها واستخدامها وإجازتها إقليميا ودوليا، على هذا النحو الماثل من تحالف حرب إقليمي ودولي بحق الشعب اليمني، وعلنا دون أية مواربة؟!...
هل يجوز هذا الإجرام الدولي والإقليمي المتواصل برعاية الأمم المتحدة وإشراف مجلس «الغبن» الدولي، فقط لأنهم لا يوالون تحالف الحرب وأدواته، وغير مستعدين للانتحار من أجله وتمكينه من سلب اليمن سيادته واستقلاله، واحتلال أراضيه وأجوائه ومياهه البحرية وسواحله وجزره، وتمكين الموالين له من حكم اليمن قسرا؟!
أين سبق أن حدث هذا؟! وأين يمكن أن يحدث في غير اليمن؟! وهل سبق لأحد أن دمر دولة وفكك مؤسساتها ومزق نسيجها المجتمعي، وأجرم بحق شعب يدّعي أنه «الحاكم الشرعي» له، كما فعل ويفعل «هادي» وزمرته؟! ولأية غاية قد يُبذل باسمه كل هذا الدعم السياسي والمالي والعسكري والإعلامي، اA273;قليمي والدولي؟!
ما يحدث خارق للسنن الكونية، ومارق على الأعراف البشرية، وإلا هل سبق أن حاصر «حاكم» شعبه وقيد منافذ وتدفق إمداده بالغذاء والدواء والوقود بحجز السفن أشهرا ومنعها من دخول ميناء وحيد لغالبية شعبه؟! هل سبق أن حدث هذا وقطع أي حاكم عن معيلي نصف شعبه رواتبهم، وأباح قصف مدن وقرى شعبه وأحيائهم السكنية ومرافقهم المدنية؟!
متى كان الحكم ينتزع بابتزاز شعب وحصاره والإمعان في اعتساف إرادته واغتصاب حريته وكرامته بشتى وسائل الإذلال والقسر والقهر، وشتى صنوف الترهيب والتعذيب والامتهان لآدميته والطغيان في التجبر والإجبار، ترويعا وجرحا وقتلا وتشريدا وإفقارا، وتجويعا وإمراضا، ومنعا لحقوقه ونهبا لثرواته، وسحتا باسمه؟!
كل ما سلف كان يفوق الخيال ومجرد مقدرة التخيل، لكنه منذ 5 سنوات صار واقعا مثخنا بالأهوال، على مرأى ومسمع وتأييد ودعم أنظمة وحكومات، ومجلس دولي للغبن لا للأمن، يجاهر بأنه مجلس عصابة دولية تجيز كل ما يحدث لليمن وشعبه، سعيا لتفتيته بالتدمير والتقسيم، وطمعا في استغلال موقعه الجغرافي ونهب ثرواته!

أترك تعليقاً

التعليقات