أدوات النكبة!
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
يصدق قول العرب: «شر البلية ما يضحك» على مخرجات مؤتمر «قمة» الدول العربية والإسلامية في الرياض! تخيلوا بعد 36 يوماً من الإبادة الصهيونية العلنية للفلسطينيين في قطاع غزة؛ قرر حكام 57 دولة تكليف وزراء خارجيتهم «بدء تحرك سياسي دولي فوري»!
شر بلية العرب هذا، لا يتوقف عند هذا الحد. هناك أيضاً بين أبرز 27 مخرجا أو ما سمي «قرارا» للقمة، تكليف أميني الجامعة العربية ومنظمة التعاون «إنشاء وحدتي رصد إعلامي لتوثيق جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وتعرية ممارساتها»!.
الأنكى، أن “قررات القمة” تنصلت من أي فعل أو دور واجب على حكامها، فتضمنت مطالبات ودعوات لكل من الأمم المتحدة ووكالتها لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية، وجميع الدول “وقف تصدير الأسلحة والذخائر للاحتلال”.
لكن هذه “القرارات” لم تتضمن فعلا صريحا عربيا أو إسلاميا، كقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان، وحظر طيرانه بالأجواء العربية، ومقاطعة منتجاته والسلع الداعمة له، وإيقاف تصدير النفط للدول الداعمة للكيان.. إلخ الأفعال المتاحة لجميع الدول العربية!
أدهى من هذا تضمن البيان الختامي الصادر عن “القمة” عبارات ملتوية، جرى اختيارها عمدا وإثباتها قصدا، من نوع “التداعيات الكارثية للعدوان الانتقامي الذي تشنه إسرائيل”. لاحظوا “العدوان الانتقامي”! وأنه “يرتقي إلى جريمة حرب جماعية”! و”عجز مجلس الأمن”!
أما الأخزى، فهو توصيف مخرجات “قمة” الرياض، “الاحتلال الإسرائيلي” و”الأراضي المحتلة” بأنها فقط ما احتله الكيان “الإسرائيلي” وسقط عام 1967 (القدس الشرقية والجولان ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا وخراج بلدة الماري)، والتعامل مع ما عداها أنها أراضٍ “إسرائيلية”!
وتظهر غاية “الاستسلام” لا السلام، في تأكيد المخرجات على ما سمته “مبدأ الأرض مقابل السلام”!، وعلى “التمسك بالمبادرة العربية للسلام مرجعية أساسية”. وهي مبادرة السعودية عرض السلام والتطبيع مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 والانسحاب من الجولان!
كذلك يظهر تواطؤ حكام الدول العربية والإسلامية المشاركين في “القمة”، بإذلال الشعوب العربية والإسلامية، وفي مقدمها الشعب الفلسطيني. يظهر هذا ويبرز جليا في تنازل مخرجات “القمة” عن شرط عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين دون قيد واستبداله بـ”تعويض اللاجئين”!
يتأكد التواطؤ في إسقاط مقررات “القمة” كليا حق المقاومة للاحتلال “الإسرائيلي”، بتجاهلها الكامل “المقاومة الفلسطينية”، وخلوها من كلمة “مقاومة”، وتصريحها بعدم اعترافها بالمقاومة، وتنصيبها من يشببها “منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”.
وقبل هذا وذاك، إعلان “القمة” المساواة بين الجلاد والضحية، عبر “إدانة العمليات العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال ضد المدن والمخيمات الفلسطينية، وإدانة إرهاب المستوطنين”. و”مطالبة المجتمع الدولي بوضع جمعياتهم ومنظماتهم على قوائم الإرهاب الدولي...”!

أترك تعليقاً

التعليقات