خيبة مُرة
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
ثماني سنوات من العدوان، محصلتها مُرة لتحالف دوله المتكبرة المجرمة، لا إنجاز لها عدا الجرم والهدم وانتهاك الحرم. ولا شيء جنته عدا السقوط قيميا وأخلاقيا وسياسيا، وتكبد الخسائر بشريا واقتصاديا وعسكريا. صحيح أثخن العدوان جرح اليمن وأجرم بحق اليمنيين، لكنه هزم في المحصلة، لم يحقق أيا من أهدافه المعلنة والمضمرة.
خيبة تحالف العدوان وأدواته قائمة، ومحصلة الفشل واقعة مهما حاولوا في كل مرة أن يواروها تظل ماثلة ومظاهرها واضحة للعامة قبل الخاصة، ولها بالطبع غصة مُرة. لم يغد اليمن كما أرادوا، منذ 11 عاماً ساحة لفوضى هدامة “تدمير ذاتي” ولا “خلاقة” لما سموه “اليمن الجديد”، الممزق الضعيف، الخاضع للتجريف، والتابع لأطماع قوى الشر والهيمنة يظهر هذا بحسبة بسيطة وسريعة لمحصلة ثماني سنوات من حرب دولية قذرة، عدوانية وإجرامية بشعة. كان أهم أهداف دول تحالف العدوان المعلنة لا المضمرة، تجريد اليمن من أي مقدرة دفاع وردع، وإعدام أي وجود لقوات أمن يقظة فاعلة ولقوات جيش مجهزة ضاربة، تؤمن بشرف البذل وفريضة التضحية لبسط الأمن ولفظ الغزاة وصون السيادة.
صحيح استطاع تحالف العدوان ومنذ عشر سنوات سابقة لبدء حربه العدوانية “عاصفة الجرم”، تدمير الجيش اليمني، أسلحة وقوات وعقيدة، والإجهاز عليها بغارات عدوانه منذ لحظة شنه الغادرة، أتت على مخازن سلاح الجيش وطائراته وصواريخه، وأحل محله في المناطق التي احتلها مليشيات شتى، جندها ومولها وسلحها وتتحرك بأمره.
لكنه فعليا، توهم للحظات أنه نجح في تحقيق هذا الهدف وسارع في اليوم الأربعين لعدوانه للإعلان رسميا تمكنه من “تدمير 95% من مقدرات الجيش اليمني وصواريخه وإنهاء تهديدها دول المنطقة”، قبل أن يصدم ببدء الرد العسكري اليمني عقب إمهاله نحو 65 يوما للتراجع عن غيه وإيقاف عدوانه الباغي وغير المشروع.
ظلت قدرات الجيش اليمني واللجان الشعبية تشهد نموا لافتا ومتسارعا، عتادا وعديدا وتصديا وردعا، ضمن مجريات معركة التحرر الوطني، فعززت رفض اليمنيين الاستسلام والخضوع لهيمنة ووصاية دول محور الشر، وأحبطت بقوة معظم مخططات دول تحالف العدوان “الأنجلوصهيوني” لليمن، ومازالت حتى اليوم.
برز إنجاز قوات الجيش اليمني على مسارين متوازيين: ساحات وجبهات معارك مواجهة تحالف العدوان ومرتزقته، وساحات بناء قوة الدفاع والردع تجنيدا وتدريبا، تجهيزا وتسليحا، تطويرا وتصنيعا حربيا، على نحو أثبت فشل تحالف العدوان وحصاره، وجسد بأس اليمنيين وقوتهم وإصرارهم على النصر في معركة التحرر الوطني.
أكدت هذا العروض العسكرية المتتابعة بما تضمنته من تعداد وعتاد. أعلنت فشل دول تحالف العدوان في تجريد اليمن من أي مقدرة دفاع وردع، وإعدام أي وجود لقوات أمن يقظة وفاعلة وقوات جيش مجهزة وضاربة، تلتقي في إيمان يقين وعقيدة لا تلين وإقدام لا يستكين، وأسلحة وذخيرة محلية التطوير والتصنيع أيضا.
خابت آمال المعتدين مرتين: مرة بإعادة بناء الجيش اليمني عددا وعتادا وعقيدة، وتمكنه من إيصال الوجع إلى عواصمهم، ومرة بأن قوات هذا الجيش تلتقي في قضية مشروعة وعادلة، وتتلقى الأوامر والسلاح والمال من قيادتها اليمنية وحدها، وتؤمن بشرف البذل وفريضة التضحية لبسط الأمن ونصر الحق ولفظ الغزاة وصون السيادة الوطنية.
وصدق الحق سبحانه وتعالى القائل: “ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون” (الأعراف: 48-50). تلك هي حال حكام دول تحالف العدوان، المستكبرين المتجبرين، الباغين المعتدين، اليوم وفي كل حين.

أترك تعليقاً

التعليقات