طوفان الحق
 

ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم / لا ميديا -
مِن جديد، أكدت فلسطين بعلو صوتها العنيد، أنها حق راسخ، ومقاومتها الباطل حق، واستعادة أراضيها المغتصبة حق، وتحرير بيت المقدس حق، وطرد الصهاينة المحتلين حق، وردع الغزاة المعتدين حق، والله تعالى مع الحق وناصر أهله لا محالة.
قالت فلسطين بحرارة دماء أبنائها الأحرار، إن تطبيع العرب، والمحسوبين على العرب، والناطقين بالعربية، وصفقة “سقطة القرن”؛ لا يعنيها في شيء ولن يثنيها عن أي شيء ينصرها، وإنها ستظل فلسطين، تكافح لانتزاع حقها ولن تخضع أو تستكين.
قالت فلسطين ببسالة وشجاعة أهلها الصامدين، وأبطالها المقاومين، إن الحق أبلج والباطل لجلج، وأنه زائل هو وأهله ما دامت الخليقة، وما بقي فيها وشعبها روح، ولن تضيع تضحياتها هباء، كما لن يضيع حقها المشروع مادامت تطالب به وتناضل لأجله.
قالت فلسطين إن النفاق شنار، والخيانة عار، يأباهما كل حر شريف، وإنسان سوي عفيف، وسرعان ما ينكشف الزيف، وينقشع بمشيئة الله الحيف، وينحسر باطل التجديف، وتنكسر معاول التجريف لحقها، وهويتها الأصيلة الصامدة.
قالت فلسطين، إنها الصدق في أجلى معانيه، والبأس في أعلى مظاهره، والإيمان في أصفى تجلياته، وعَرّت بثباتها على الحق، واتحاد أيدي أبنائها، تحالف المتخاذلين والخائنين، وميزت الغث من السمين، والخبيث من الطيب، للعالمين.
كشفت فلسطين بجلاء من هم أهل الحق والنصرة والنجدة، الداعمون لنضال شعبها بالمال والسلاح والكلمة والموقف، ومن هم أهل الباطل والخذلان والغدر والخيانة والشر، وفضحت زيف دعايات “القبة الحديدية” و”العدو البديل” للمسلمين.
أكدت فلسطين يقينا أن العدوان المتواصل بحد السكين والحروب الدائرة منذ سنين على اليمن وسوريا والعراق ولبنان، يشنه المتصهينون بقيادة الكيان الصهيوني، وأن الأخير يدرك فشله، وظن أن الأوان حان لابتلاع فلسطين، إنما هيهات.
أعلنت فلسطين، على لسان فصائل مقاومتها الباسلة، أن إيران ودول “محور المقاومة” من صنعاء مرورا ببغداد ودمشق وجنوب لبنان، معها قلبا وقالبا، بالمال والسلاح وصواريخ ردع العدوان وكسر الطغيان حتى هزيمة الكيان الصهيوني.
وفي المقابل، قالت فلسطين وهي تواجه العدوان السافر على المدنيين في غزة والمصلين في القدس، إن دول “محور الموالاة والعمالة” صاروا مفضوحين على الملأ، بعمالتهم وضِعتهم ونذالتهم وخيانتهم، وأكدوا أنهم “صهاينة العرب” بلا منافس!
قطعا الحرب ليست سهلة كما قد تبدو للعيان، قياسا بتعاظم ما أنجزته فصائل المقاومة الفلسطينية حتى الآن في “طوفان الأقصى”، مِن كسر للطغيان، ودحر خرافة قوته الخارقة. هناك ثمن باهظ يدفعه الفلسطينيون دما وأرواحا، لكنها معركة “نكون أو لا نكون”.. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات