أحمد رفعت يوسف

أحمد رفعت يوسف / لا ميديا -
في تطور نوعي صاروخ يمني فرط صوتي قوي جداً تخطى كل الدفاعات الجوية "الإسرائيلية" والأساطيل والقواعد الأمريكية والبريطانية وغيرها وعلى مدى أكثر من 2000 كم ويصل إلى هدفه في عمق الكيان ويضرب منطقة عسكرية في اللد قرب مطار بن غوريون.
الجيش "الإسرائيلي" أطلق أكثر من 30 صاروخا من جميع أنواع منظومات الدفاع الجوي قيمة الصاروخ الواحد ثلاثة ملايين دولار لاعتراض الصاروخ اليمني لكنها فشلت كلها في اعتراضه وقالت قناة "آي 24 نيوز" العبرية إن الصاروخ أصاب الهدف بالفعل.
الصاروخ أثار الرعب داخل فلسطين المحتلة وأدخل أكثر من 2.5 مليون مستوطن "إسرائيلي" إلى الملاجئ ومن المؤكد أنه أثار قلقاً كبيراً في صفوف الحكومة "الإسرائيلية" وقيادة الجيش يمكن ملاحظتها من ردود وتعليقات وسائل الإعلام "الإسرائيلي" وتصريحات أعضاء الكنيست والمحللين العسكريين والسياسيين "الإسرائيليين".
وفي حرب نفسية ناجحة.. الجانب اليمني ترك الجانب "الإسرائيلي" يتخبط سياسيا وعسكرياً ويتدرج في تجرع الضربة وفي الحديث عن الصاروخ والهدف الذي أصابه قبل أن يصدر أي بيان حول العملية ليأتي البيان اليمني ويؤكد أن الصاروخ استغرق فقط إحدى عشرة دقيقة ونصفا قبل أن يصل إلى هدفه وهذا غير مسبوق في كل الحروب التي شهدتها المنطقة وحتى العالم حتى اليوم وليؤكد أيضاً أن هذه الضربة لن تكون الأخيرة.
النتائج السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية للصاروخ ستكون أكبر بكثير من الهدف الذي أصابه لعدة أسباب أهمها:
- قطع الصاروخ لكل هذه المسافة ومروره فوق الأساطيل والقواعد الأمريكية والبريطانية وغيرها وتجاوزه لكل وسائط الدفاع الجوي "الإسرائيلي" ووصوله إلى عمق الكيان الصهيوني وإصابة هدفه يؤكد امتلاك اليمن لهذه التقنيات عالية المستوى وغير الموجودة اليوم حتى عند الولايات المتحدة الأمريكية وبالتأكيد هناك المزيد الذي لم يتم الكشف عنه.
- إطلاق جيش العدو أكثر من 30 صاروخا "إسرائيليا" لاعتراص الصاروخ اليمني وفشله في ذلك يؤكد أن جيش الاحتلال سيستنزف صواريخ دفاعه الجوي بسرعة وسيضعه أمام عجز كامل عن التصدي للصواريخ التي يمكن أن تنطلق في حال توسيع القتال.
- هذه العملية تعني أن كل المواقع "الإسرائيلية" والأساطيل والقواعد الأمريكية في كامل المنطقة تقع تحت مرمى النيران من اليمن ومن محور المقاومة مع عجز عن التصدي.
- وصول الصاروخ إلى هدفه وحالة الذعر التي أصابت المستوطنين ودخول أكثر من 2.5 مليون منهم من قلب الكيان إلى الملاجئ سيفقد "الإسرائيليين" ثقتهم بجيشهم وبقدرته على حمايتهم وهذا سيوصلهم إلى الخطر الذي يحاول قادة الكيان تجنبه وهي حالة "اليأس وفقدان الأمل" والتي تعني المزيد من الهجرة المعاكسة والتي تشكل أكبر خطر داخلي على الكيان.
- المنطق العسكري والطبيعي يقول بأن إطلاق الصاروخ ليس قرارا يمنيا فقط وإنما وراءه تنسيق لوجستي غير بعيدة عنه إيران وروسيا وحتى الصين وأطراف أخرى.
ومع الإشارة إلى أن هذا النوع من الصواريخ وتقنيات التصدي لها لا تمتلكها الولايات المتحدة الأمريكية وأي من دول المنظومة الغربية وتقتصر حتى الآن على روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية واليمن وهذا يعني أن الرسائل التي يوصلها الصاروخ تمتد من بحر الصين إلى أوكرانيا.
- الأخطر من كل ذلك أن الصاروخ يوصل رسالة قوية للكيان وداعميه بأن ما يمتلكه اليمن تمتلكه كل دول وأطراف محور المقاومة وهناك المزيد والقادم أعظم... وقريب.
بالتأكيد تداعيات هذه الضربة ستكون كبيرة على مسارات الصراع في فلسطين المحتلة والمنطقة خاصة وأنها تأتي وسط تهديدات "إسرائيلية" بتوسيع العدوان على جنوب لبنان.
كما أنها تأتي وسط تقارير من مصادر إعلامية عديدة عن وصول قوات من أنصار الله إلى سورية وتمركزها قرب مناطق الجولان السوري المحتل وهذا سيجعل قادة العدو يتوقفون كثيراً قبل أن ينفذوا تهديداتهم.
ثمة ملاحظة أخيرة، في بيان الناطق العسكري باسم الجيش اليمني حول العملية، وهو أنه لم يذكر ما إذا كانت هذه الضربة هي الرد اليمني الموعود على العدوان "الإسرائيلي" على مدينة الحديدة أم أنها تأتي في سياق المساندة اليمنية لأهل غزة ولإيصال الرسائل التي يراد إيصالها عبر الصاروخ.
أيا كان الأمر فالوضع بعد الصاروخ غير ما قبله وهو يكرس الحقيقة التي تقول بأن "إسرائيل" ساقطة وما تبقى لها مسألة وقت قصير.. "وإن غداً لناظره قريب".

أترك تعليقاً

التعليقات