فهد شاكر أبو راس

فهد شاكر أبو راس / لا ميديا -
إن تحذيرات قائد الثورة في خطابه الأخير كانت مفهومة وواضحة جداً، وكان من المفترض على دول العدوان أن تتعامل معها بعقلانية وجدية أكثر، لتجنيب المنطقة تداعيات حرب طاحنة لا تبقي ولا تذر، بدلاً من المماطلة والتسويف؛ وذلك باعتبار أن الملف الإنساني اليمني بالنسبة لصنعاء هو أولوية ثابتة، ولا يمكن أبداً التراجع عنها أو المساومة عليها، ناهيك عن حق صنعاء السيادي، المتمثل بخروج كامل القوات الأجنبية من كل المناطق والجزر والسواحل اليمنية المحتلة. ذلك ما التزمت به صنعاء، وهي مستعدة للعمل بكل وسيلة في سبيل تحقيق ذلك، وسوف تتخذ كل الخيارات الممكنة والمتاحة لنيل الحرية الكاملة والاستقلال التام، دون أي اكتراث منها لما سوف تؤول إليه الأوضاع في المنطقة من أضرار اقتصادية وأمنية وغيرها، في حال ذهبت الأمور نحو التصعيد، أو استمرت دول العدوان في تعنتها وتسويفها.
إن تواجد القوات الأجنبية على الأراضي اليمنية هو عدوان غاشم وانتهاك صارخ للسيادة اليمنية والأعراف الإنسانية والدولية، وهذا ما لن يقبل به الشعب اليمني، وليس في قاموسه أصلاً أن قبِل ذات يوم بالمحتل على أرضه، عبر التاريخ.
وقد أسمعهم السيد القائد القول الفصل، بأن تحالف العدوان، بقيادته الرسمية المعلنة والمعروفة، لا يمكن له أبداً أن يتنصل عن التزاماته المتعلقة بأي اتفاق أو تفاهم، أو يتحول منفذ العمليات الهجومية وقائد الحرب العدوانية على اليمن، إلى مجرد وسيط، وأن التحالف بكل أركانه وعواصمه المعروفة ليس بمنأًى عن نيران اليمن، في حال استمرت واشنطن ومعها الرياض بتقمص دور الوسيط في الملف اليمني والأزمة اليمنية، وهما أساس العدوان على اليمن وحصار شعبه وإفقاره.
يفترض على قوى العدوان أن تسارع لالتقاط رسائل وتحذيرات قائد الثورة، واستيعاب إعلان رئيس هيئة الأركان بخصوص استعداد القوات المسلحة اليمنية بمختلف تشكيلاتها لأي تصعيد عسكري، وأنها حاضرة اليوم لأي خيارات تتطلبها المرحلة القادمة، وأخذ تلك التحذيرات على محمل الجد، ما لم فإن على فريق الخبراء الأممي في اليمن أن يستعد لنشر تقارير وصور جديدة عن أهداف جديدة، قد تكون أكثر ألماً ووجعاً من كل ما سبق استهدافه في العمقين السعودي والإماراتي خلال سنوات العدوان الماضية، إن نفد صبر اليمنيين. وقد أعذر من أنذر.

أترك تعليقاً

التعليقات