فهد شاكر أبو راس

فهد شاكر أبو راس / لا ميديا -
صعب جداً على المملكة المتحدة, ذات الخلفية الاستعمارية الكبيرة، أن تتخلى اليوم عن تلك العقلية العدوانية التي اتسمت بها بريطانيا عبر مراحل التاريخ، لتكون بذلك دولةً أو مملكة طبيعية، ولأنها كذلك ليس بغريب عليها أن تعادي اليوم الشعب اليمني، وأن تقف إلى جانب اللصوص والفاسدين الإرهابيين الذين نبذهم اليمنيون، أو تحرضهم على تبني إجراءات اقتصادية تفاقم معاناة الشعب اليمني.
لقد أثبتت التصريحات الأخيرة للسفير البريطاني في اليمن على نحو علني، ومن دون أي مواربة، الدور الإجرامي الذي تلعبه لندن في العدوان على اليمن وحصار شعبه والعمل على توطيد معاناته وإفقاره، ووقوفها خلف نشوب الحرب الاقتصادية عليه، وممارستها بحقه سياسة التجويع والإفقار، بما في ذلك هندسة جرعة سعرية قاتلة، تضمنت رفع سعر الدولار الجمركي، وفرض ضرائب إضافية على المبيعات، بغية إثقال كاهل المواطن اليمني بالمزيد من المعاناة والأعباء المعيشية.
تريد لندن وبكل بجاحة ووقاحة أن تصور لنا إجراءاتها الاقتصادية تلك، وقرارها رفع سعر الدولار الجمركي، إنما هي إجراءات نابعة من حرصها هي ومن معها من المرتزقة على مصلحة اليمن واليمنيين، فأي مصلحة ستعود على اليمنيين إذا ارتفعت أسعار المنتجات بصورة جنونية؟!
وكما أن تصريحات السفير البريطاني تثبت الدور الإجرامي الذي تمارسه لندن في اليمن، فهي تبين أيضاً حجم التدخل الغربي في العدوان على اليمن، وتكشف عن المدى الذي وصل إليه ذلك التدخل من حرب اقتصادية على اليمن وتشديد الحصار عليه وتجويع شعبه وإفقاره، وما توقيت إطلاق تصريحات السفير البريطاني إلا محاولة شيطانية، وبإخراج أمريكي, لناحية تعكير ما شهدته صنعاء في الأيام الماضية من مناقشات ومباحثات مختلفة، تخللتها أجواء إيجابية حول معالجة بعض الملفات الإنسانية في اليمن، معالجات ما لم تتم وفق المصلحة اليمنية وبصورة عاجلة غير آجلة، فلن يعدم شعبنا اليمني حيلةً في سبيل استرداد حقه وبالطريقة التي تناسبه.

أترك تعليقاً

التعليقات