انهيار التفوق الأمريكي
- فهد شاكر أبو راس الأحد , 27 أبـريـل , 2025 الساعة 1:21:30 AM
- 0 تعليقات
فهد شاكر أبو راس / لا ميديا -
لا أفق عسكرياً لدونالد ترامب بالرهان على الوقت، وما حصل له في الأسابيع الماضية أسقط لغة الغطرسة لديه، وقد تراجع سقف تصريحاته عن إنجازات حاسمة قادمة، سرعان ما تحولت إلى محط سخرية في الأوساط الغربية، كونها مجرد هرطقات سخيفة أتت وما زالت في سياق الدعاية الأمريكية المكشوفة والمفضوحة، وما ينتظره في الأسابيع القادمة هو الأسوأ والأشد ضراوة.
لقد استطاع اليمن أن يبرهن لكل العالم، ومن خلال حربه المستمرة على القطع الحربية التابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر وحاملات طائراتها «ترومان» و»فينسون» وما قبلها بالشواهد الميدانية، فشل واشنطن وعجزها أمام قدرات اليمن العسكرية والتقنية؛ فلا هي استطاعت منع عملياته الإسنادية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولا هي استطاعت التأثير على قدراته، أو حتى الحد من تطورها.
وفي ظل تتابع مصرع غطرسة التكنولوجية الأمريكية في أجواء اليمن بسلاح يمني مناسب، ومنها تطاير أشلاء طائرات الـ(MQ9) تباعاً في الأجواء اليمنية، وتعقد المشهد إلى ما هو أبعد من ظنون واشنطن، وأكبر من حسابات البنتاغون. يتضاءل تفوق أمريكا الجوي والبحري ويتراجع أمام تطور تكنولوجي يمني أوسع نطاقاً وأقل تكلفة، أعاد تشكيل الصراع وأدواته في المنطقة والعالم. وتلك شهادات وتوصيات من خبراء واشنطن وعساكرها، لا شهادات وتوصيات من خصوم لها أو شامتين بها، وهذا هو الأهم، ثم تتفرع تلك التحديات وتتشعب أمام واشنطن إلى أكثر من مفترق وشعبة، بدءاً من تراجع سياسة الضغط القصوى لدى واشنطن أمام قوة التفاوض ودبلوماسية المقاومة المتدرجة من مسقط إلى روما، وصولاً إلى فشلها الجيوسياسي في أوكرانيا أمام مناورات الدب الروسي، وإطلاقه النار على حلفائها في أوروبا والعالم.
اليوم، وبعد مضي شهر ونيف على استئناف جولتها الثانية من العدوان على اليمن، باتت واشنطن أكثر يقيناً ودراية بفشلها أمام اليمن، وباتت تدرك جيداً أن تحقيق أهدافها في اليمن أصبح أمراً مستحيلاً، وإن جحدت أمام الرأي العام، لذلك ذهبت واشنطن بكل عدتها وعديدها إلى قصف المقابر والأسواق والمنشآت المدنية في اليمن، لتحقق بجرائمها تلك صورة نصر يحفظ لها ماء الوجه، وإن كان وهماً وسراباً، فما وجدت بفعلتها تلك وما حصدت غير السقوط الأخلاقي المدوي، وهي الساقطة أصلاً عن كل الأخلاق الإنسانية.
إن ما حصل بالأمس وقبل الأمس وما قبل ذلك، على امتداد شهر ونيف، من استئناف الإجرام الأمريكي على اليمن، وجرائم الإبادة والمجازر في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة، دليل على فشل ترامب وإفلاسه. وأما تهديداته وتصريحاته العدوانية على اليمن فليست بالجديدة، وقد خبر اليمن وشعبه، وخبره اليمن وشعبه على امتداد سنوات العدوان الثماني على اليمن، وصولاً إلى معركة إسناد المظلومين في غزة. الحقيقة هي أن اليمن اليوم يختلف كثيراً عن يمن الأمس، وهو بعون الله وتأييده قادر على مواصلة إسناد المظلومين في غزة وفلسطين، وقادر أيضاً على التصدي لأي عدوان خارجي عليه.
المصدر فهد شاكر أبو راس
زيارة جميع مقالات: فهد شاكر أبو راس