وزير الدفاع وما بين السطور!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام/ #لا_ميديا -

كلامه وشخصيته تدل أنه الرجل المناسب في المكان المناسب.. اللواء الركن محمد ناصر العاطفي لا يبدو عاطفيا في الحوار الذي أجرته معه صحيفة "المسيرة"، بل تكلم بمنطق عسكري مناسب يدل على انخراطه شخصيا في العمل الميداني، وكلماته تنم عن رجل عسكري ثوري وواقعي يؤكد أننا نمشي بخطى ثابتة في ما يخص المجال العسكري بداية بالتعيينات ومرورا بالتصنيع والإعلام الحربي وتطور الوحدات المختلفة وانتهاء بالتنفيذ على أرض المعركة.
أرجو في البدء أن تقرؤوا الحوار كاملا وبتمعن، لأننا لن نتمكن في الغوص بين السطور ما لم نقرأ السطور أولا..
وزير الدفاع أكد أن المبادرات ما هي إلا لإقامة الحجة على العدو، وهو يعرف أن العدو لن يلتزم بأية مبادرات، وهذه رؤية واقعية جدا، وهو برأيي أمر جيد رغم قسوته؛ فمعنى هذا أننا يجب أن نظل نشحذ الهمم ولا نركن لأي مظاهر مخادعة من قبل العدو.
كلامه عن إسرائيل ليس بجديد كما حاول البعض أن يبرزه كمنعطف في العلاقة بيننا وبين الكيان الصهيوني؛ لطالما عرفنا أن إسرائيل عدو لأمتنا، ونحن نعرف تماما ماذا يعني البحر الأحمر للإسرائيليين، ونعرف نواياهم جيدا، كما أننا نعرف مشاركة إسرائيل في العدوان منذ بدايته.. الجديد برأيي هو حديثه عن "بنك الأهداف" الإسرائيلية، وهو ما يشير لقيامنا بعمليات استطلاع ودراسة للمواقع وتحديد أهمية كل موقع، وأخطر ما في هذا تصريح برأيي عندما أشار وزير الدفاع لإمكانية استهداف كيان العدوان، ولكم أن تتخيلوا ماذا يعني هذا الكلام! هناك تطور كبير في التصنيع العسكري بشكل لم نكن نتخيله.. ولا ننسى أنه تحدث أيضا عن تطور القوات البحرية، وأنها باتت تستخدم أسلحة جديدة لحماية سيادة اليمن على مياهه الإقليمية.
في كلامه عن منظومات الدفاع الجوي فقد وضح وزير الدفاع أن هناك سلاحاً جديداً تم استخدامه لإسقاط طائرات العدوان، وأشار إلى أن الهدف الرئيسي هو تحييد الطيران المعادي تماما، كما أكد أن العام التدريبي 2020 سيركز على الدفاع الجوي لتحقيق هذا الهدف، ما يعني أننا بصدد الاستمرار في تطوير منظومات جديدة سنرى نتائجها قبل أن يتم الإعلان عنها.
في ما يخص العمليات الكبرى التي قامت بها قواتنا المسلحة، فقد أكد أن هناك عدة عمليات قد تم إعدادها، وما تم ما هو إلا بداية التنفيذ الذي أصبح أكثر فاعلية وتأثيرا.. النقطة الأبرز في كلامه عن جبهة الحدود هي إشارته لتواجد قواتنا على تخوم المدن الرئيسية بانتظار موقف ساكنيها ليتم حسم هذه الجبهة بشكل نهائي.. ألم أخبركم أنه من الضروري قراءة الحوار بتمعن؟!
أما عملية "وإن عدتم عدنا"، فقد أشار إلى أن الهدف كان استهداف مخازن السلاح بشكل رئيسي، وتطرق للوجود السوداني كعنصر بارز في هذه الجبهة، ولم ينس أن يحذر الإمارات التي لم تنسحب إلا شكليا في حين عززت تواجدها عبر أدواتها، فقد باتت خائفة منذ عمليات استهداف مواقع هامة في السعودية، كما أكد أن الإمارات أكثر هشاشة من السعودية، بمعنى أن العمليات العسكرية ضدها ستكون أكثر إيلاما.
أخيرا، أحب أن أشير إلى أن الحوار بمجمله كان يحمل من الحقائق ما لا يصح معه أن نكتفي بملخص سريع لهذا الكلام المهم الذي يأتي من رجل ملم بمسؤوليات وظيفته، رجل واقعي يدرك نفسية عدوه، ولا يعول على التمني بقدر ما يضع ثقته في قيادة البلاد الثورية والرسمية، وأيضا في المؤسسة العسكرية الفتية التي تتطور بناء على تجربتها على أرض الواقع. المؤسسة العسكرية اليمنية تخطو بثقة وثبات لتغير الكثير من النظريات والدراسات العسكرية عالميا، لتصبح مدرسة فريدة ستلتفت لها كبريات الأكاديميات العسكرية في العصر الحديث، وهي محط فخر واعتزاز كل يمني.. وكلنا ثقة بأن النصر الإلهي الكبير قادم لا محالة، ونحن نخوض معركة التحرر حتى نهايتها، وكلنا إصرار وتصميم لانتزاع حقوقنا ورد الظلم والقهر، فشعبنا لم ولن ينكسر أمام العدوان والحصار مهما كان الثمن.

أترك تعليقاً

التعليقات