الكلاب مازالت تعوي!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / #لا_ميديا -

أولاً أنا لا أقصد المرتزقة بهذا العنوان كما قد يظن البعض منكم، بل أقصد الكلاب الضالة التي تتسكع في شوارعنا ليل نهار وتنعم بالحرية لتخيف أطفالنا وتعض البعض منهم متى شاءت!!
لا أقلل من شأن الحملات التي تقوم بها جهات مختصة لجعل شوارع العاصمة خالية من الكلاب الضالة، بل إنني أستنكر تكرار هذه الحملات التي يبدو أنها لا تؤدي إلى نتيجة، وما يتم فعلا في أرض الواقع هو أن بعض العمال الذين ينفذون عملية إعدام هذه الكلاب الضالة يقومون بالغش! تخيلوا أن الغش قد وصل إلى درجة أن يقوم عامل ما بتخفيف جرعة السم مما يؤدي بالحيوان المسكين إلى أن يبقى ينازع ليوم كامل! وعندما يموت هذا الحيوان بعد مدة طويلة يظل مرميا في مكانه وتنتفخ جثته ويأكلها الدود، بينما يعاني المواطن من هذا المنظر المؤلم والرائحة الكريهة لأيام، وكأن القائمين على هذه الحملات يقتصر عملهم على القتل فقط ومشاهدة عملية التحلل البطيئة للجثة!
المثير للريبة أيضا ما نشاهده من انتشار أعداد أخرى من الكلاب الضالة بعد كل عملية تطهير، وبأعداد كبيرة أيضا، مما يجعل المواطن يتساءل عن كفاءة فرق التطهير تلك. والأمر ليس تجنيا كما قد يظن البعض، وبإمكان أي مسؤول أن يقوم بجولة راجلة في الأحياء التي تمت فيها تلك الحملات ليرى بنفسه كيف تتسكع الكلاب فيها وتتكاثر بحرية أمام مرأى الجميع! فأين عملية الإشراف؟! وكيف تم التخطيط للحملة؟! ولمصلحة من هذا القصور؟! ولماذا لا يتم التنسيق مع جهات أخرى ومحلات بيع اللحوم والدجاج وعمال النظافة ووزارة الإعلام...الخ ليتم العمل كما يجب؟!
لقد أصبحت هذه الحملات مصدرا للكسب غير المشروع بالنظر للنتائج، ولا سبب آخر برأيي. انعدام الضمير هنا قد يتسبب بمشاكل صحية لأطفالنا طالما ونحن مصرون على أن نجعلهم يخرجون أحيانا في اوقات متأخرة ليشتروا بعض الحاجيات للمنزل، أو قد يكونون في خطر محتمل أثناء ذهابهم للمدارس في الصباح الباكر بينما هذه الحيوانات الضالة تتجول بحرية بحثا عن أكياس القمامة لتمزقها وتبعثر محتوياتها في الشوارع، ولقد شاهدت أكثر من مرة البعض منها وهي تقوم بحمل حفاظات قذرة لتنثرها في كل مكان! كما أنني شاهدت بنات صغيرات وهن يشاهدن باستغراب هذه الحيوانات تمارس عملية التزاوج! ماذا سنقول لأطفالنا بالله عليكم؟!
مازلنا نعاني من قصور خطير في القيام بالأعمال، نتيجة قلة الوعي وسوء التخطيط والإدارة. وأنا كمواطن أشعر بالامتنان عندما أشاهد أي عمل يهدف لتحقيق مصلحتي، كما أشعر بالامتعاض عندما أقرأ في الصحف والمواقع التي تتكلم عن نجاح عمل ما بينما أرى في الواقع أنه لا نتيجة له سوى المزيد من الهدر لمواردنا الشحيحة أصلا بسبب العدوان والحصار!
يفترض أن يتم العمل بكفاءة لنصل للنتائج المرجوة. أما ذلك الشخص الذي يعتقد أنني مخطئ أو مجرد ثرثار فأتمنى عليه أن يتجول راجلا في الشارع في أي وقت يشاء، وأتحداه أن يتجول بعد الساعة العاشرة مساء! فقط أنصحه أن يحمل معه سلاحاً نارياً، لأن العصي ما عادت تفيد لإخافة هذه الحيوانات الخطيرة التي تحتل شوارعنا.

أترك تعليقاً

التعليقات