تاريخ مؤامرات آل مردخاي
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / #لا_ميديا -

قام الملك سعود بزيارة لمنطقة حائل في العام 1953م لأخذ البيعة لنفسه، ومن بين الحشود خرج أحد الشباب ليطلب من الملك بإلحاح أن يسمح له بكلمة، ووافق الملك مضطراً تحت أنظار الناس المترقبة، وعندما بدأ الشاب كلمته التي حملت مطالب أهل المنطقة، بدأ سعود يتجهم وقال متلعثما: "كفى.. أنتم مجرمون، إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون... ويسعون..."، وكعادة ملوك بني سعود لم يستطع أن يكمل الآية، وأمام سخرية الناس انقض حرس سعود على الشاب، ومزقوا الأوراق التي بيده، ومن لحظتها لم يبق لذلك الشاب مكان في المملكة، وفر بحياته إلى الخارج.
الشاب هو ناصر بن سعيد الشمري المولود في حائل عام 1923م، أي بعد عام من غزو بني سعود لمدينته، وقد ارتبط اسمه بكتابه الشهير "تاريخ آل سعود" الذي سرد فيه تاريخ هذه الأسرة الدخيلة على المنطقة منذ جدها المؤسس الحقيقي مردخاي بن إبراهام بن موشي، تاجر الحبوب القادم من البصرة، بإيعاز من بريطانيا إلى منطقة الدرعية البعيدة عن أي تدخل من قبل العثمانيين أو أية سلطنة أخرى، ثم علاقتها بالفكر المتطرف لمحمد عبدالوهاب، والغزوات التي قاموا بها معا، وتطرق الكاتب للوحشية والغدر اللذين اتسمت بهما هذه الأسرة بمساعدة الفكر الوهابي ودعم لا محدود من بريطانيا للسيطرة على الحرمين والجزيرة.
ما يهمنا هنا باختصار ما ذكره السعيد في كتب عدة عن الطقوس الغريبة والشاذة التي كان يقوم بها بنو سعود في الخفاء، حتى أطلق عليهم لقب "أعداء الله وأولياء الشيطان" في كتاباته وبرامجه الإذاعية التي أطلق أحدها من جنوب اليمن.. وكتابه هذا الذي جاء في 663 صفحة، هو جزء من نشاط ناصر السعيد الذي غدر به بنو سعود في لبنان بعملية اغتيال وحشية عام 1979م، رميت بعدها جثته في البحر لتنهشها الأسماك!
أردت هنا أن أسلط الضوء على هذا الكاتب الحر الذي عاش مطاردا من هذا النظام الشيطاني لمدة من الزمن، والذي تعتبر كتاباته مرجعا مهما لفهم العقلية التي تحكم هذا النظام.. ولعلها لا تعتبر مبالغة إن قلت بأن هذه الطقوس الغريبة ماتزال تمارس حتى اليوم، ولا ننسى ما قام به بنو سعود من تخريب للآثار الإسلامية في مكة والمدينة، وحرصهم على آثار اليهود، كما لا ننسى ما قام به محمد بن سلمان قبل فترة من تصرف أثار استغراب الكثيرين عندما اعتلى سطح الكعبة المشرفة، وما تلاه من تواجد غريب لأسراب الجراد، والكثير مما ارتبط بهذه الأسرة من طقوس غريبة كحفلات المجون والمخدرات والخمر والقتل وحتى العلاقات الشاذة!
لقد ارتبطت هذه الأسرة بأبشع سمعة في التاريخ من حيث الممارسات الغريبة والوحشية والقاسية، وللأسف مانزال نجد هناك من ينخدع بالمظاهر المادية التي خدع بها فرعون بني إسرائيل عندما تباهى بما يملك وفقر سيدنا موسى، ورغم ما نشاهده من ارتباط بين هذا النظام والكيان الصهيوني من تطبيع علني يتم على مراحل يهدف للسيطرة على المقدسات الإسلامية واحدا تلو الآخر، ورغم انكشاف الكثير من الحقائق التي تثبت أن هؤلاء مدعي الإسلام لم ولن يفعلوا شيئا في مصلحة الإسلام والمسلمين طوال تاريخهم الأسود، بل أن كل تشويه لحق بسمعة الإسلام ارتبط بشكل أو بآخر بهذا النظام المدسوس علينا.
أخيراً.. أدعو جميع الأقلام الحرة للاطلاع على تاريخ هذه الأسرة، وتوضيح جوانب منها للقارئ اليمني خصوصاً بهدف زيادة الوعي وتحصين العقول من الاشتباه، كما أدعو الجميع لقراءة هذه الكتب التي تفتح عقولنا لمعرفة كيف يفكر هذا العدو المتربص بنا لنعرف كيف نواجهه.. هناك الكثير مما كتب وينتظر منا أن نقرأه، وهناك الكثير من الضحايا الذين لاقوا ما لاقاه ناصر السعيد بسبب موقفهم المحق، والذي جعلهم يقفون ضد هذا النظام المستكبر.. أظن أنه آن الوقت للوعي في ظل معركتنا ضد هذا النظام وعملائه، وفي ظل المؤامرات التي تحاك ضد الأمة الإسلامية ومقدساتها.

أترك تعليقاً

التعليقات